مقالات وتقارير
نسخ بطاقات البنوك التركية.. كيف تتجنب خطرها في تركيا؟

قد يُفاجأ الشخص أثناء تسوقه باكتشاف أن رصيده البنكي قد تبخر بالكامل، وهو أمر بات غير مستغرب في تركيا نتيجة تزايد عمليات نسخ بطاقات البنوك، التي تستهدف الأتراك والعرب على حد سواء.
ووفق حالات موثقة خلال السنوات الماضية، تعرّض العديد من السوريين والعرب المقيمين في تركيا، إلى جانب مواطنين أتراك، لسرقة مبالغ مالية متفاوتة من حساباتهم البنكية، دون أن يتمكن معظمهم من استعادة أموالهم.
وفي العادة، يتوجه الضحية إلى فرع البنك للإبلاغ عن الواقعة، ليتم إخباره من قبل الموظفين بأنه كان عرضة لعملية احتيال عبر نسخ البطاقة البنكية، باستخدام أجهزة الصراف الآلي (ATM) أو أجهزة الدفع المنتشرة في المتاجر.
كيف تتم عمليات النسخ؟
تشير التقارير، ومنها ما نقلته منصة “أوراق تركيا” عن جريدة “عنب بلدي” المحلية، إلى حالات متعددة أبرزها ما حدث مع أحد عملاء بنك “كويت ترك” في منطقة كوجك جكمجة بإسطنبول، حيث تبيّن أن مبلغ 300 ألف ليرة تركية سُرق من حسابه البنكي دون علمه.
العميل المتضرر أفاد بأنه كان يستخدم بطاقته البنكية بشكل اعتيادي لسحب النقود والدفع أثناء التسوق، إلى أن فوجئ ذات يوم أثناء قيامه بعملية شراء بأن رصيده البنكي صفر. وبعد مراجعة كشف الحساب، ظهر أن أربع عمليات سحب تمت من صراف آلي في منطقة لم يزرها منذ شهور، واتضح لاحقًا أن عمليات السحب تمت من جهاز يتبع لبنك آخر.
التحقيقات كشفت أن السارق استخدم جهاز “Skimmer”، وهو جهاز إلكتروني صغير يُثبت على مدخل البطاقة في أجهزة الصراف الآلي، ويقوم بنسخ بيانات البطاقة فور إدخالها، مما يتيح للمحتال لاحقًا استخدامها وسحب الأموال من الحساب.
كما ثبت أن بعض عصابات الاحتيال تقوم بتعديل أجهزة الدفع داخل المتاجر، بحيث يتم نسخ بيانات البطاقات البنكية عند تمريرها.
الثغرات الأمنية مستمرة رغم التطور
ورغم التطور الكبير في أنظمة الأمان، لم تنجح البنوك في إيجاد حل جذري لهذه العمليات حتى الآن. إلا أن البطاقات الحديثة المزوّدة بشريحة إلكترونية (تشبه شريحة الهاتف) تعتبر أكثر أمانًا، إذ يصعب نسخها مقارنة بالبطاقات التقليدية.
مقاطع فيديو عديدة تم تداولها على موقع “يوتيوب” تُظهر كيفية استخدام جهاز النسخ “Skimmer” وتثبيته على أجهزة الصراف، ما يسلط الضوء على استمرار الخطر في 2025.
ماذا تفعل إذا تعرضت للسرقة؟
إذا اكتشف العميل سحبًا غير مصرح به من حسابه، يجب عليه اتخاذ الإجراءات التالية بشكل فوري:
- الاتصال بالبنك فورًا وإيقاف البطاقة البنكية لوقف أي عمليات سحب إضافية.
- مراجعة المحكمة في منطقته وتقديم شكوى رسمية، مما يُلزم البنك بالتعاون وتقديم تسجيلات كاميرات الصراف الآلي.
- استرداد الأموال المسروقة: في حال ثبوت وقوع جريمة وسرقة موثقة، تقوم المحكمة بإلزام البنك بإعادة الأموال حتى لو لم يُقبض على الجاني، لكن هذه العملية قد تستغرق عدة أشهر.
نصائح لحماية بطاقتك البنكية في 2025
- لا تشارك معلومات بطاقتك مع أحد.
- أبلغ فورًا في حال سرقة أو فقدان البطاقة.
- اختر كلمة مرور قوية وفريدة.
- تجنب استخدام الشبكات العامة عند تنفيذ عمليات مالية.
- تأكد من سلامة جهاز الصراف قبل استخدامه، ولا تتردد بالإبلاغ عن أي جهاز يبدو معدّلاً أو مشبوهًا.
ختامًا، تبقى الوقاية الشخصية والوعي الإلكتروني هما السلاح الأقوى لحماية أموالك في ظل استمرار عمليات الاحتيال البنكي عبر نسخ البطاقات في تركيا خلال عام 2025.