منوعات
أعطال متكررة وحوادث متزايدة… “المتروباص” يتحول إلى كابوس يومي!
بات المتروباص، أحد أهم وسائل النقل العامة في إسطنبول، كابوسًا يوميًا لملايين الركاب، بعد أن تحوّل من رمز للحركة السريعة إلى مصدرٍ للأعطال والحوادث المتكررة التي تشلّ المدينة في ساعات الذروة.
ففي الوقت الذي تؤكد فيه هيئة النقل العام في إسطنبول (İETT) أن “نسبة الأعطال والحوادث تراجعت، ورضا الركاب ارتفع”، يعيش المواطنون واقعًا مختلفًا، حيث تتسبب أعطال بسيطة في توقف الخدمة وتعطيل عشرات الآلاف من الركاب يوميًا.
حوادث متكررة وغضب شعبي
أصبحت مشاهد المتروباصات المعطّلة أو المحترقة مألوفة في المدينة. فبحسب شهود عيان، يقع حادث أو عطل واحد على الأقل كل شهر، آخرها أمس، حين تسبب عطل فني بتكدّس الركاب في المحطات وتوقف الحركة لساعات طويلة.
تقول عائشة كانديمير، وهي من سكان بيليك دوزو:
“أواجه عطلًا في المتروباص أسبوعيًا تقريبًا. نقف لساعات في الطريق بينما تواصل الهيئة إصدار بيانات عن ‘تحسن الخدمة’. الواقع مختلف تمامًا.”
ويضيف محمد تونسر من كاديكوي:
“لم ننسَ حادث سوغوتلوتشيشمه الشهر الماضي. الأرقام الرسمية تقول إن الأعطال تراجعت، لكننا نعيش العكس يوميًا.”
وبحسب البيانات المتاحة، تم تسجيل أكثر من 6,200 شكوى من المواطنين خلال العام الماضي بسبب الأعطال والحوادث على هذا الخط الحيوي.
الصيانة… الحلقة الأضعف
تُعد سوء الصيانة السبب الرئيسي وراء معظم الأعطال، بحسب تقارير داخلية وتقارير إعلامية.
فالعقود المليارية التي تمنحها بلدية إسطنبول الكبرى لشركات الصيانة لا تُترجم إلى جودة على أرض الواقع، مع شكاوى من استخدام قطع غيار بديلة أو مفقودة، وإهمال الصيانة الدورية للمركبات.
كما أن إرهاق السائقين وسوء حالة الطرق وتهالك الإطارات يضاعف من احتمالات وقوع الحوادث.
تناقض في بيانات IETT
بينما تشير تقارير الهيئة إلى انخفاض أعطال المتروباص بنسبة 55% خلال السنوات الست الماضية، وتراجع الحوادث بنسبة 22%، إلا أن الواقع الميداني لا يعكس ذلك.
فقد تراجع عدد المتروباصات من 539 مركبة في عام 2018 إلى 500 مركبة فقط، رغم الزيادة المستمرة في عدد سكان المدينة وارتفاع الطلب على هذه الوسيلة.
كما اشترت الهيئة 252 متروباصًا جديدًا خلال السنوات الأخيرة، لكن العدد الإجمالي لم يرتفع بسبب إخراج المركبات القديمة من الخدمة دون تعويض كافٍ، ما أبقى الأسطول عند مستواه الأدنى.
وفي الوقت ذاته، ارتفع متوسط عمر المتروباصات من 9.05 سنوات في عام 2018 إلى 9.5 سنوات حاليًا، وهو ما يزيد من مخاطر الأعطال والسلامة العامة.
مواطنون بين الانتظار والإحباط
يشكّل المتروباص شريان النقل الرئيسي في إسطنبول، حيث يستخدمه أكثر من مليون راكب يوميًا، لكن تعطل مركبة واحدة فقط كفيل بإحداث شلل مروري يمتد لكيلومترات.
ورغم محاولات هيئة النقل في إسطنبول تحسين صورتها عبر تقارير الأداء، إلا أن المواطنين يقولون إنهم “يعرفون الحقيقة من التجربة، لا من البيانات”.
