مقالات وتقارير
هل تتخلى تركيا عن إس-400 الروسية؟
أثارت تصريحات السفير الأمريكي لدى أنقرة، توم باراك، جدلاً واسعاً حول مستقبل منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 في تركيا، حيث زعم أن ملف المنظومة قد “حُسم” وأن تركيا لن تستخدمها بعد الآن، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها أصبحت “ودية” للغاية عقب عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.
لكن القراءة السياسية العميقة، كما يوضحها الخبير يوري مواشيف، تشير إلى أن المشهد أعقد بكثير من مجرد “إعلان نهاية” للتعاون التركي-الروسي.
بين المزاعم الأمريكية والصمت التركي
رغم نبرة التفاؤل التي تحدث بها السفير الأمريكي خلال قمة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى معطيات مختلفة:
-
غياب التأكيد الرسمي: لم يصدر عن الرئاسة أو الخارجية التركية أي بيان يؤكد، ولو تلميحاً، التخلي عن المنظومة الروسية.
-
تردد أردوغان: تظهر المؤشرات أن الرئيس التركي يتجنب تقديم التزامات قاطعة لترامب، سواء بشأن السلاح الروسي أو ملف إمدادات الطاقة الروسية.
عقبات في طريق التعاون التركي-الأمريكي
تشير المصادر إلى أن تركيا تعاني من “نهج الإملاءات” الأمريكي، وهو ما يعزز رغبتها في تنويع الشركاء:
-
شروط سياسية قاسية: تفضل واشنطن تزويد أنقرة بالأسلحة بنظام “الدفعات” المشروطة سياسياً، بدلاً من بناء شراكة استراتيجية.
-
رفض نقل التكنولوجيا: يرفض الجانب الأمريكي مشاركة التكنولوجيا العسكرية أو منح تراخيص الإنتاج لتركيا، وهو ما يثير استياء المؤسسة العسكرية التركية التي تطمح لتطوير صناعتها الدفاعية المحلية.
-
جودة السلاح: تشير تقارير إلى عدم رضا الجيش التركي عن بعض الأسلحة الصغيرة والبنادق الهجومية التي تقدمها الولايات المتحدة.
الباب المفتوح نحو موسكو
في ظل سعي تركيا لتعزيز استقلاليتها الدفاعية وتوجه شركاتها نحو العالمية، يبقى الباب موارباً أمام الشركاء الدوليين، بمن فيهم روسيا. فتركيا تدرك أن تطوير صناعاتها العسكرية يتطلب تعاوناً دولياً لا يخضع لابتزاز سياسي، وهو ما قد يفتح المجال مستقبلاً لدخول شركات تصنيع أسلحة روسية في مشاريع مشتركة مع الجانب التركي.
مقال للرأي لا يعبر عن سياسة التحرير لموقع تركيا اليوم
