كيف تربح 200 دولار في الساعة من منزلك؟

في قصة مهنية ملهمة تعكس ملامح سوق العمل الجديد عام 2025، كشف رائد الأعمال البريطاني “أوتكارش أميتاب” عن تفاصيل وظيفته الجانبية التي يتقاضى فيها 200 دولار في الساعة، ليس مقابل جهد بدني، بل لتقديم “دروس خصوصية” لنماذج الذكاء الاصطناعي.

أميتاب، الذي يجمع بين كونه طالب دكتوراه في جامعة أوكسفورد ومؤلفاً وخبيراً سابقاً في “مايكروسوفت”، لم تجذبه الحاجة المادية بقدر ما استهواه الفضول الفكري؛ حيث انضم إلى شبكة خبراء شركة “micro1” العالمية لتدريب الخوارزميات على فهم أعقد مشكلات الاستراتيجيات المالية وإدارة الأعمال.

كيف تُربح 200 دولار في الساعة؟ لا تقتصر مهمة أميتاب على إدخال البيانات، بل تتجاوز ذلك إلى “تفكيك” المعضلات المعقدة —مثل إعداد الميزانيات أو توقعات النمو— وتحويلها إلى لغة منطقية مبسطة تفهمها الآلة. وبحسب كشوف الدفع التي اطلعت عليها شبكة “CNBC”، تمكن أميتاب من تحقيق قرابة 300 ألف دولار (شاملة المكافآت) منذ بداية عام 2025، بمعدل عمل لا يتجاوز 3.5 ساعات يومياً، يقضيها في التدقيق المجهري لإجابات الذكاء الاصطناعي وتصحيح أخطائه البرمجية والمنطقية.

الذكاء الاصطناعي: عدو أم حليف؟ يرى أميتاب، الذي يحمل شهادات في الهندسة والفلسفة الأخلاقية، أن عمله يقع في قلب “السؤال التريليوني” حول مستقبل الوظائف. وبينما يخشى الكثيرون من سيطرة الآلة، يتبنى هو رؤية متوازنة؛ مؤكداً أن التعاون بين الإنسان والآلة سيخلق فرصاً جديدة تماماً، تماماً مثل وظيفته الحالية التي لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة.

ويُعد نجاح أميتاب نموذجاً حياً لما يسميه في كتابه “ثورة الوظائف الجانبية”، حيث تتيح التكنولوجيا الحديثة للخبراء استثمار “ساعات الفراغ” —مثل الوقت الذي يقضيه بعد نوم طفلته— لتحقيق عوائد مالية وفكرية ضخمة دون التخلي عن مساراتهم المهنية الأساسية.