عربي
بدون الأسد في عامها الأول.. سوريا الأكثر تحسّنًا خلال 2025
في تحول دراماتيكي وضعها في صدارة المشهد العالمي، توجت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية سوريا بلقب “دولة العام 2025″، بوصفها البلد الذي حقق القفزة الأكبر من التحسن السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مدار العام.
ويأتي هذا التصنيف المرموق تقديراً لمرحلة تاريخية بدأت مع انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، لتدخل البلاد عامها الأول من التغيير الجذري الذي أعاد صياغة واقع السوريين من الخوف إلى ملامح الحياة الطبيعية.
وأوضحت المجلة في تقريرها السنوي أن سوريا، رغم التحديات الجسيمة، نجحت في استعادة وحدة ترابها الوطني وتعزيز الحريات الاجتماعية، وهو ما ترافق مع بدء التخفيف التدريجي للعقوبات الغربية. هذه التحولات لم تكن مجرد أرقام سياسية، بل انعكست واقعاً بعودة قرابة 3 ملايين لاجئ إلى ديارهم، في مؤشر على استعادة الثقة بالأمن والاستقرار بعد عقود من القمع والحرب.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، برزت تركيا كحليف استراتيجي للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع؛ فمنذ اللحظات الأولى لسقوط النظام الذي حكم البلاد لقرابة 54 عاماً، سارعت أنقرة لإعادة فتح سفارتها في دمشق.
وتوجت ذلك بزيارات رفيعة المستوى بدأت بزيارة وزير الخارجية هاكان فيدان في أواخر 2024، وصولاً إلى الزيارة التاريخية للرئيس الشرع إلى أنقرة في فبراير 2025، وهي الأولى لرئيس سوري منذ 15 عاماً.
ميدانياً واقتصادياً، انتقلت العلاقة بين الجارين من حالة القطيعة إلى التعاون الشامل، حيث رفعت تركيا القيود التجارية وفتحت أبواب مؤسساتها العامة والخاصة لدعم إعادة الإعمار وتنشيط قطاعات النقل والتجارة. وفي سياق هذا الدعم،
وجدد الرئيس رجب طيب أردوغان التزام بلاده بحماية وحدة سوريا ورفض أي طموحات انفصالية، مؤكداً وقوف أنقرة إلى جانب دمشق في مواجهة الاعتداءات الخارجية والضغوط الإقليمية.
اليوم، ومع انقضاء عام 2025، تبدو سوريا وقد نفضت غبار حقبة حزب البعث، لتبدأ مساراً جديداً وصفته “الإيكونوميست” بأنه الانتقال من “حالة الخوف العام” إلى “الحياة الطبيعية”، مما جعلها النموذج الأكثر إلهاماً للتحول في عام مليء بالاضطرابات الدولية.
