تركيا الآن
مقهى النوم الفوري في تركيا.. زباؤنه يغطّون في سبات عميق بلا مقاومة

في قرية “يوكاري إجمة” بولاية العزيز شرقي تركيا، يقبع مقهى صغير غريب الأطوار، حيث لا تُسمع ضحكات الزوار ولا قرقعة فناجين الشاي، بل يسود صمت مريب، قبل أن يغفو الجالسون الواحد تلو الآخر في مشهد أشبه بالتنويم المغناطيسي الجماعي.
المبنى الحجري العتيق الذي يعود إلى عام 1948، كان مركزًا للتجمع واللعب، لكنه تحوّل في السنوات الأخيرة إلى محطة للقيلولة العميقة، حيث لا يصمد الزوار، خاصة في الصيف، سوى دقائق قبل أن تثقل جفونهم ويناموا وسط أجواء منعشة وهادئة تُشبه الحلم.
اللافت أن صاحب المقهى، ياسين باشبنار، يوثق هذه اللحظات بعدسته، ويعلّق صور النائمين على الجدران كجزء من طقوس المكان، قائلاً: “الناس يأتون من الحر فيجدون البرودة والسكينة، فينامون بعمق دون أن يقصدوا ذلك، وهذه أصبحت هوية المقهى”.
ورغم عدم وجود تفسير علمي دقيق لهذه الظاهرة، تتعدد الفرضيات بين تأثير الهواء الجبلي النقي، وصوت المياه المتدفقة، وطبيعة البناء القديم نفسه، لكن الزوار لا يبدون انشغالًا كبيرًا بهذه الأسئلة، مكتفين بلحظة هدوء نادرة يستحيل نسيانها.
ومع أن المقهى فقد بعضاً من زخمه بعد إغلاق البلدية المحلية، إلا أن سحره الغامض لا يزال يجذب الزوار الباحثين عن قسط من الراحة في قلب الطبيعة التركية.