الجاليات العربية
تشديد القوانين وارتفاع الأسعار.. ما الذي يدفع الأجانب لمغادرة تركيا؟

كشفت بيانات حديثة صادرة عن معهد الإحصاء التركي (TÜİK) أن عدد الأشخاص الذين غادروا تركيا خلال عام 2024 بلغ 424 ألفاً و345 شخصاً، بينهم 273 ألفاً و205 أجانب و151 ألفاً و140 مواطناً تركياً، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 40.6% مقارنة بعام 2023.
العراقيون في الصدارة بين المغادرين الأجانب
تصدر المواطنون العراقيون قائمة الأجانب المغادرين بنسبة 17.4%، تلاهم الأفغان (13.1%)، ثم الروس (10.2%)، والإيرانيون (5.9%)، والتركمان (5.8%).
أزمة تجديد الإقامات وراء النزوح
وفي تفسيره لهذه الأرقام، أوضح خبير الهجرة البروفيسور مراد أردوغان أن السياسات الجديدة لوزارة الداخلية التركية لعبت دوراً أساسياً، حيث تم إلغاء أو رفض تمديد عدد كبير من تصاريح الإقامة، مما أجبر العديد من الأجانب على مغادرة البلاد.
“ملف الهجرة أصبح شديد التسييس في تركيا، مما دفع الحكومة إلى تشديد إجراءات الإقامة”، بحسب أردوغان.
وأشار إلى أن عدد الحاصلين على الإقامة في وقت سابق تجاوز 1.4 مليون أجنبي، لكن تم تقليص هذا الرقم بشدة مؤخرًا، مشيرًا إلى أن التعقيدات الجديدة قد تدفع بعض الأجانب إلى البقاء في البلاد بشكل غير قانوني.
ارتفاع تكاليف المعيشة سبب إضافي
من جانبه، أكد متين شوراباتير، رئيس مركز أبحاث اللجوء والهجرة، أن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا متزايدًا في قرار المغادرة. وقال:
“الحياة أصبحت باهظة حتى للأجانب. كثيرون يأتون بهدف الادخار وتحسين ظروف المعيشة، لكن التضخم المرتفع في تركيا أجهض هذه التطلعات”.
كما أشار إلى أن تصاعد مشاعر العداء تجاه الأجانب في السنوات الأخيرة ساهم أيضًا في شعورهم بعدم الارتياح، وبالتالي اتخاذ قرار المغادرة.
انخفاض كبير في أعداد الأتراك المغادرين
ووفقًا للبيانات، بلغ عدد المواطنين الأتراك الذين غادروا البلاد في 2024 حوالي 151 ألفاً، مقارنة بـ291 ألفاً في 2023، ما يمثل انخفاضًا لافتًا.
وعلّق البروفيسور أردوغان على ذلك بقوله:
“رغبة الهجرة لا تزال قائمة، لكن البيانات قد لا تكون دقيقة، لأن كثيرًا من المواطنين لا يُحدثون بياناتهم الرسمية أو لا يُبلغون القنصليات بعد مغادرتهم”.
اقرأ المزيد: وزير الداخلية التركي يعلن عن تسهيلات جديدة للسوريين في تركيا
صعوبات الحياة في الخارج تقلل من الحافز على الهجرة
أوضح شوراباتير أن من يهاجرون يواجهون تحديات معيشية حقيقية في الخارج، مشيرًا إلى أن الانتقال الطبقي ليس فوريًا، وأن الشخص الذي كان يعيش في راحة بتركيا قد يضطر للعيش في ظروف متواضعة بالخارج.
“الهجرة أصبحت صعبة ليس فقط في تركيا، بل في الدول المستقبلة أيضًا، حيث تم تشديد الإجراءات وزيادة القيود”.
خلاصة
تشير المعطيات إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية والإدارية المعقدة دفعت إلى تراجع كبير في أعداد المغادرين من تركيا، سواء من الأجانب أو المواطنين، وسط تحولات بارزة في سياسات الإقامة والاندماج والهجرة التي قد تُعيد تشكيل المشهد الديموغرافي في البلاد خلال السنوات المقبلة.