تركيا الآن
تعرف على أغلى أحياء إسطنبول: أسعار المنازل تلامس 70 مليون ليرة!

إسطنبول، تركيا: في المدينة التي يُضرب بها المثل في قيمتها وأهميتها، تواصل أسعار العقارات في إسطنبول رحلة صعود صاروخية، مدفوعة بطلب شرائي محموم، ومشاريع التجديد الحضري واسعة النطاق، والارتفاع المتواصل في تكاليف الإنشاء. وبات امتلاك منزل في هذه الحاضرة التاريخية والاقتصادية حلمًا بعيد المنال بالنسبة لشريحة واسعة من ذوي الدخل المتوسط، في المقابل، يشهد الإقبال من قبل المستثمرين العقاريين على الأحياء الفاخرة تصاعدًا يومًا بعد يوم.
أسعار فلكية تتجاوز الخيال في بعض المناطق:
كشف تقرير حديث صادر عن موقع التحليل العقاري التركي الرائد “Endeksa” عن أرقام صادمة. فقد تخطت أسعار المتر المربع الواحد في بعض أرقى أحياء إسطنبول حاجز الـ 200 ألف ليرة تركية، بينما لامست أسعار الفيلات والقصور في مناطق أخرى عتبة الـ 70 مليون ليرة تركية. وتتصدر مناطق مثل بشكتاش المطلة على البوسفور، وساريير الساحرة، وبيكوز الهادئة، قائمة الأحياء التي شهدت هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، ما جعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الطموحين من داخل تركيا وخارجها.
تضافر عوامل متعددة يدفع الأسعار إلى الأعلى:
يقف خلف هذا الارتفاع الصاروخي في أسعار العقارات في إسطنبول مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
- التحول الحضري الشامل: تشهد المدينة حركة تطوير عمراني واسعة النطاق، تشمل هدم المباني القديمة وإعادة بنائها وفقًا لأحدث المعايير، مما يرفع من قيمة العقارات الجديدة.
- مخاوف الزلازل واشتراطات البناء الآمن: بعد الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا، أصبحت هناك اشتراطات أكثر صرامة في البناء لضمان مقاومة المنشآت للزلازل، وهو ما يزيد من تكلفة الإنشاء وبالتالي أسعار البيع.
- الارتفاع القياسي في تكاليف مواد البناء: تشهد أسعار الحديد والإسمنت والمواد الأساسية الأخرى ارتفاعًا مستمرًا، مما ينعكس بشكل مباشر على أسعار العقارات الجديدة.
- معدلات الفائدة المرتفعة على قروض الإسكان: على الرغم من محاولات الحكومة للسيطرة على التضخم، لا تزال معدلات الفائدة على القروض العقارية مرتفعة، مما يقلل من القدرة الشرائية للمواطنين ويدفع الأسعار للأعلى.
- التضخم المستمر في الاقتصاد التركي: يؤدي التضخم المرتفع إلى تآكل القوة الشرائية لليرة التركية، مما يدفع أصحاب العقارات إلى رفع الأسعار للحفاظ على قيمة أصولهم.
استرداد الاستثمار.. رحلة قد تستغرق نصف قرن!
على الرغم من الصورة البراقة التي قد تبدو للاستثمار العقاري في إسطنبول، إلا أن الواقع يشير إلى أن تحقيق عوائد سريعة قد يكون أمرًا صعبًا. فبحسب تقرير “Endeksa”، قد تستغرق مدة استرداد قيمة الاستثمار في بعض الأحياء الراقية ما يقارب الـ 50 عامًا، وهو رقم فلكي يعكس الفجوة المتزايدة بين الأسعار الخيالية والدخول الفعلية للسكان.
قائمة بأغلى 10 أحياء في إسطنبول – نيسان/أبريل 2025 (متوسط سعر الوحدة السكنية):
- بوليغون (ساريير): 69.5 مليون ليرة تركية
- تشايرباشي (ساريير): 59.6 مليون ليرة تركية
- كارا آغاج (بويوك شكمجة): 57.2 مليون ليرة تركية
- أجرلار (بيكوز): 55.8 مليون ليرة تركية
- حربية (شيشلي): 49.8 مليون ليرة تركية
- دميرجيكوي (ساريير): 48.1 مليون ليرة تركية
- قندلي (أوسكودار): 46.9 مليون ليرة تركية
- لوازم (بشكتاش): 43.9 مليون ليرة تركية
- أسكومروكوي (ساريير): 43.5 مليون ليرة تركية
- روملي كافاغي (ساريير): 42.8 مليون ليرة تركية
بالإضافة إلى هذه الأحياء العشرة الأكثر غلاءً، تضم إسطنبول مناطق أخرى ذات قيمة عقارية مرتفعة وشهرة واسعة مثل بيبك، وإستينيا، وإيتيلر، وريوا، ورشادية، وليفنت، والتي تستقطب أيضًا شريحة كبيرة من المستثمرين الباحثين عن الرفاهية والتميز.