Connect with us

اخبار تركيا بالعربي

العنصرية المُتصاعدة في تركيا

Published

on

أخبار تركيا اليوم إسطنبول

على امتداد السنوات الأخيرة، كانت إحدى أهم أدوات المعارضة التركية في استهداف الحزب الحاكم هو حملة التحريض ضد اللاجئين وتحميلهم كل أزمات البلد الاقتصادية والسياسية. وقد تصاعدت الحملات المنظمة عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف وآلاف الأنصار، ونجحت في تعبئة غالبية الشعب التركي بموقف سلبي ومتوتر من اللاجئين. ولأن المواطن التركي لا يستطيع التمييز بين السوري والفلسطيني والمصري والخليجي؛ فتحولت الحملة مع الوقت ضد العرب جميعهم، وطالت في الصيف الماضي كثيراً من السياح الخليجيين الذين تعرضوا لعشرات قصص المضايقة والعنصرية وربما الاعتداء.

 

قبل سنوات، حاول الحزب الحاكم مواجهة هذه الحملات، ثم مع مرور الوقت، شعر أن المزاج الشعبي تغير كثيراً، وهو – كحزب يواجه استحقاقات انتخابية متوالية – لا يريد مواجهة الموقف الشعبي ولا إثارة سخط الناس، فأخذ منحى “غض الطرف” عن معظم ما يجري من انتهاكات، ومحاولة تسوية الأمور في حالات أخرى من دون إغضاب المواطنين. فحزب العدالة والتنمية، وأردوغان معنيين برضى الناخب التركي ومحاولة كسب صوته أولاً وقبل كل شيء.

 

في شهر آذار/ مارس القادم – بعد ستة أشهر – تقف تركيا أمام استحقاق انتخابي جديد ومهم هو الانتخابات البلدية، وكان حزب العدالة والتنمية قد خسر أهم بلديتين “اسطنبول وأنقرة” في الانتخابات السابقة بعد أن كان يسيطر عليهما لعقود، وهو يعمل منذ شهور – وباستماتة – على استعادتهم في الانتخابات القادمة. وهذا يعني بالضرورة السعي لعدم إغضاب الناخب التركي ومسايرة قناعاته ومزاجه، لذلك ستستمر الحكومة – فيما يبدو – في التغاضي عن أخذ إجراءات حازمة تجاه العنصرية المتصاعدة ضد اللاجئين والعرب.

 

وفي المقابل، رئيس بلدية اسطنبول الحالي ومرشح حزب الشعب لها “أكرم إمام أوغلو”، والذي لم يحقق إنجازات تستحق الذكر في فترة رئاسته الحالية، قرر أن يمارس اللعبة القذرة نفسها، “التحريض على اللاجئين” واتهامهم بأنهم سبب كل المشاكل التي تعانيها اسطنبول، وقد ابتدأ ذلك بتصريحه قبل أيام بأن اللاجئين في اسطنبول هم سبب تراجع منسوب المياه بنسبة 20٪.

 

في المحصلة، نحن أمام مشهد مخيف، مزيد من التحريض ضد اللاجئين والعرب من المعارضة، ومزيد من التوتر والاحتقان الشعبي، ويوازي كل ذلك تغاضي ومسايرة حكومية. لذلك، حالياً لا يكاد يمر يوم من دون قصص عنصرية أو اعتداء أو طعن، وهذا النزر الذي نعرفه هو الذي يتم تصويره ويصل إلى الإعلام، أما ما يجري في الواقع فأكثر بكثير للأسف، وهذا يعني أننا أمام ستة أشهر قد تشهد فيها تركيا كثيراً من الجنون والتصرفات الحمقاء.

 

وفضلاً عن كون السوريين حالياً يد عاملة مهمة في تركيا، خاصة في قطاعَي الزراعة وصناعة الملبوسات، فإن الميزانية التركية لا تتكلف شيئاً من عبء تكاليف اللاجئين؛ حيث حصلت تركيا على عدة مليارات من الاتحاد الأوروبي مقابل استضافتها للاجئين ومنع هجرتهم إلى أوروبا. لذلك يدفع الاتحاد الأوروبي مقابل كل طفل سوري يدخل إلى المدرسة، وكل سوري يحتاج إلى الاستشفاء. فإذا كانت الحكومة – والمزاج الشعبي التركي – متضايقة من أعداد اللاجئين السوريين، فلتغض الطرف ولا تمنع هجرتهم إلى أوروبا – كما تفعل فرنسا التي لا تمنع أي من اللاجئين الذين يدخلون إلى أراضيها من الهجرة إلى بريطانيا عبر البحر -. أما أن تمنع هجرتهم وتأخذ أموال من أوروبا مقابل ذلك، ومن ثَمّ تسعى إلى إعادتهم إلى جيوب معزولة عن العالم “الشمال السوري” وفيها فوضى سلاح وضعف في الخدمات، فهذا مما لا يمكن فهمه.

 

في تركيا الآن ما يشبه الاستباحة لحياة السوريين وأمنهم، فالسوري إذا تعرض لاعتداء عنصري يخشى من رفع شكوى، لأن عشرات – وربما مئات – التجارب والقصص التي حصلت كان نتيجتها ترحيل “المُعتدى عليه” إلى الشمال السوري. وهذا الصمت عن حالات الاعتداء والعنصرية ضد السوريين يعني بالضرورة ضوءاً أخضر للاعتداء على السياح العرب والخليجيين وسواهم.

 

العنصرية كرة ثلج تكبر، ومع الوقت قد تصل إلى حالة “هياج جماعي” ويُصبح من الصعب السيطرة عليها، وستتطور لتطال فئات من الشعب التركي، وهو ما أدى مؤخراً إلى تكرر حالات الاعتداء على محجبات ومتدينين أتراك، كل ذلك يحصل في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، ونسبَ تضخمٍ من الأعلى عالمياً، ويحتاج بشدة إلى رفع نسب السياحة وجلب الاستثمارات. وتراخي الحكومة ضد الاعتداءات العنصرية المتكررة مؤداه تحوّل تركيا إلى بلد طارد للسياحة، وغير مطمئن للاستثمار، وهي صورة إذا تكرست لا يمكن تغييرها بعد الانتخابات، بل سيحتاج الامر إلى سنين طويلة.

 

من سنوات، والحكومة التركية تسعى، وبشكل حثيث وبتقديم تنازلات، لإعادة إصلاح علاقتها بدول الخليج، ولعودة السياحة والاستثمارات، ولكنها بتراخيها الحالي عن جرائم العنصرية ربما ستخسر كل ذلك.

Continue Reading
Advertisement
Comments

فيسبوك

Advertisement
أخبار تركيا اليوم5 ساعات ago

السوريون يتصدرون قائمة الحاصلين على لجوء بالاتحاد الأوروبي في 2023

الإقامة العقارية في تركيا 2023
أخبار تركيا اليوم9 ساعات ago

ضوابط جديدة لتجديد الإقامة السياحية في تركيا خلال فترة 6 أشهر فقط

أخر الأخبار9 ساعات ago

رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو: نحن نعتبر حماس منظمة إرهابية

منوعات14 ساعة ago

فيديو ميار الببلاوي

وزير الداخلية التركي
اخبار تركيا بالعربي14 ساعة ago

وزير الداخلية التركي يعلن عن عملية أمنية شملت 6 ولايات بما فيها أضنة وغازي عنتاب

أخبار السوريين في تركيا14 ساعة ago

تركيا تدرس مشروع يهدف لتوظيف المهاجرين السوريين

سعر الدولار مقابل الليرة التركية ifc market
أخبار تركيا اليوم14 ساعة ago

هل هناك زيادة في الحد الأدنى للأجور في يوليو؟ وزير العمل التركي يجيب!

أخبار تركيا اليوم14 ساعة ago

قضية رشوى كبيرة تثير الجدل في تركيا

أخر الأخبار16 ساعة ago

تركيا… تفاصيل صادمة عن الهجوم الذي استشهد فيه اثنان من ضباط الشرطة في مركز الشرطة

عربي16 ساعة ago

هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!

مقالات وتقاريريومين ago

تقارير إعلامية: تركيا بدأت بخطوات تدريجية لإلغاء الإقامة السياحية

منوعاتيوم واحد ago

بالفيديو.. لحظة اغتيال أشهر “فاشينيستا” في العراق

أخبار تركيا اليوم18 ساعة ago

خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول

أخر الأخباريوم واحد ago

أول تعليق تركي رسمي على الصورة الإسرائيلية المسيئة لأردوغان

أخبار تركيا اليوميومين ago

القبض على رجل أجنبي قام بتصوير فيديو لامرأة ترقص في أحد المنازل في إسطنبول ونشره دون علمها

سعر الدولار مقابل الليرة التركية ifc market
فرص عمل في تركيايومين ago

وظيفة براتب شهري 90 ألف ليرة تركي

الإقامة العقارية في تركيا 2023
أخبار تركيا اليوم9 ساعات ago

ضوابط جديدة لتجديد الإقامة السياحية في تركيا خلال فترة 6 أشهر فقط

أخر الأخبار16 ساعة ago

تركيا… تفاصيل صادمة عن الهجوم الذي استشهد فيه اثنان من ضباط الشرطة في مركز الشرطة

أخبار تركيا اليوم16 ساعة ago

تحذير من أمطار غزيرة في 6 ولايات تركية

الاقتصاد التركييومين ago

شيمشك يأمر ببيع 500 سيارة تابعة للقطاع العام التركي دعماً لخطط التقشف