تركيا تكشف موعد انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة

في تصريحات وصفت بأنها “خارطة طريق” للمرحلة المقبلة في الشرق الأوسط، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن العالم يترقب إعلاناً رسمياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرجحاً أن يتم ذلك خلال الأسابيع الأولى من مطلع العام الجديد 2026.

وجاء حديث فيدان خلال مؤتمر صحفي تاريخي عقده في العاصمة السورية دمشق، إلى جانب نظيره السوري أسعد الشيباني، في زيارة تعكس التحولات العميقة في المنطقة. وأكد فيدان أن الجهود الدبلوماسية الدولية انتقلت من مجرد البحث عن تهدئة مؤقتة إلى صياغة حلول مستدامة، مشدداً على أن “الأولوية المطلقة” في الرؤية التركية والدولية هي تسليم زمام الأمور في القطاع لهيكل إداري تقوده جهة فلسطينية توافقية، بما يضمن إنهاء حالة الفراغ السياسي والإداري.

كواليس محادثات ميامي وإعادة الإعمار وكشف الوزير التركي عن كواليس دبلوماسية جرت بعيداً عن الأضواء في مدينة ميامي الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث شارك ممثلون عن “محور الوساطة” الذي يضم تركيا وقطر ومصر في اجتماعات مكثفة مع الجانب الأمريكي. وأوضح فيدان أن الإدارة الأمريكية طرحت خلال هذه الاجتماعات دراسات أولية وخططاً هندسية ومالية لمشروع “مارشال” مصغر لإعادة إعمار غزة، مما يشير إلى وجود توافق دولي على أن وقف إطلاق النار يجب أن يتبعه مباشرة تدفق للمساعدات والبدء في ترميم البنية التحتية المنهارة.

نحو هيكل فلسطيني جديد وفيما يتعلق بمستقبل الحكم في غزة، أشار فيدان إلى أن المشاورات الجارية تركز بشكل مكثف على طبيعة “الهيكل الفلسطيني” الذي سيتولى الإدارة، مؤكداً أن نجاح المرحلة الثانية يعتمد بشكل أساسي على تمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم بعيداً عن التدخلات العسكرية المباشرة، وهو ما تعتبره أنقرة الضمانة الوحيدة لمنع تكرار دوامة العنف.

تأتي هذه التصريحات لتضع حداً للكثير من التكهنات حول موقف إدارة ترامب الجديدة من الصراع في غزة، وترسم ملامح تحرك إقليمي تقوده القوى الكبرى في المنطقة بالتعاون مع واشنطن لإنهاء واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية في العصر الحديث.