مقالات وتقارير
3 خطوات تركية استعدادا لمواجهة محتملة مع إسرائيل

اتخذت تركيا مؤخرًا ثلاث خطوات استراتيجية لتعزيز جاهزيتها الدفاعية، استجابة لتقرير استخباراتي أعدته أكاديمية الاستخبارات التركية، حذّر من مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل. وشملت هذه الإجراءات تطوير أنظمة دفاع جوي متقدمة، تقوية الجبهة الداخلية، والبدء في بناء ملاجئ متطورة مضادة للتهديدات النووية.
تسليم منظومة “القبة الفولاذية”
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسلّم الجيش التركي منظومة الدفاع الجوي المحلية “القبة الفولاذية”، والتي تتكون من 47 مركبة وتبلغ قيمتها نحو نصف مليار دولار. جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في مقر شركة “أسيلسان” الدفاعية بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان أن الصراعات الإقليمية الأخيرة أبرزت الحاجة الماسة إلى أنظمة دفاع جوي فعالة، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة ستشكل دعامة أساسية في تعزيز الأمن القومي التركي.
وتتضمن المنظومة أنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات، تم تطويرها عبر تكامل شبكي لأنظمة مثل “كوركوت” (المزود بإنذار مبكر)، و”هيسار” متوسط المدى، بالإضافة إلى “سيبر”، إلى جانب تقنيات الحرب الإلكترونية المتطورة. وقد بدأ العمل على هذا المشروع عام 2018 بواسطة شركة “أسيلسان”، إحدى أبرز شركات الصناعات الدفاعية في تركيا.
توقيت استراتيجي
يتزامن الإعلان عن المنظومة مع توقيت حساس، عقب تقرير استخباري حلل حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، أوصى بضرورة تسريع تطوير أنظمة دفاع جوي متكاملة تحسبًا لاحتمال اندلاع نزاع مشابه مع تل أبيب. ويمثل الكشف عن المنظومة في هذا التوقيت رسالة واضحة مفادها أن تركيا تستعد لأي سيناريو محتمل.
قدرات هجومية جديدة
وفي سياق موازٍ، كشفت شركة “روكستان” التركية عن الصاروخ الفرط صوتي “طيفون بلوك 4″، الذي يبلغ طوله 10 أمتار ويزن 7200 كيلوغرام. ووفقًا للمدير العام للشركة مراد أكينجي، يُعد هذا الصاروخ من أهم أدوات الردع الحديثة في الترسانة التركية.
كما نجحت أنقرة في إتمام صفقة شراء 40 مقاتلة من طراز “يوروفايتر” من ألمانيا، وذلك لتعويض النقص الناجم عن استبعادها من برنامج الطائرات الأميركية “إف-35″، ما يعزز قدراتها الهجومية الجوية بشكل كبير.
ملاجئ نووية في جميع الولايات
ضمن التوصيات الصادرة عن تقرير الاستخبارات، قررت الحكومة التركية الشروع في بناء ملاجئ مضادة للتهديدات النووية، وتكليف شركة “توكي” الحكومية المتخصصة بالإعمار بتنفيذ المشروع.
وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل في جميع الولايات التركية بدءًا من المدن الكبرى، مع استخدام محطات المترو وإعادة تأهيل الملاجئ القديمة. وتتمتع “توكي” بخبرة في إنشاء أبنية مقاومة للكوارث، وقد أثبتت فاعليتها في الزلازل الأخيرة، لاسيما زلزال 2023 المدمر في جنوب البلاد.
تعزيز الجبهة الداخلية
أولى التقرير الاستخباري أهمية خاصة للجبهة الداخلية، مستندًا إلى تجارب إيران في مواجهة الاختراقات الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، تمكنت الحكومة التركية في يوليو/تموز من نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بدعوة من زعيمه عبد الله أوجلان، في خطوة وصفت بأنها مفصلية في إنهاء واحدة من أبرز التهديدات الداخلية المستمرة منذ عقود.
وأكد أردوغان في كلمة له بمناسبة ذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية، أن حكومته عازمة على القضاء على الإرهاب بالكامل، وعدم السماح بظهوره مجددًا.
مكافحة التجسس والاختراقات الداخلية
وفي إطار تعزيز الأمن الداخلي، أعلنت السلطات التركية توقيف مالك ومدير عام شركة “أسان” للصناعات الدفاعية بتهم تتعلق بالتجسس العسكري والانتماء لتنظيم “غولن” المحظور، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب 2016. وأوضح بيان صادر عن النيابة العامة في إسطنبول أن التحقيقات أفضت إلى وضع 10 شركات تابعة للمجموعة تحت إشراف “صندوق تأمين الودائع الادخارية”.
طموح إقليمي وعالمي
تسعى تركيا إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فاعلة وفاعل عالمي لا يمكن تجاهله. ويتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 1.3 تريليون دولار، وقد وضعت الحكومة هدفًا استراتيجيًا يتمثل في إدراج تركيا ضمن قائمة أقوى 10 اقتصادات في العالم، من خلال تعزيز الصناعات الدفاعية، وزيادة الفاعلية الدبلوماسية، والتوسع الاقتصادي.
المصدر : الجزيرة