الجاليات العربية
تأمين صحي كامل، وراتب شهري مدفوع من الدولة.. شباب سوريون يتعلمون إتقان أغلى المهن

ترجمة وتحرير موقع تركيا اليوم
في مدينة كيليس جنوب تركيا، يواصل الشباب من الأتراك والسوريين رسم مستقبلهم من بين أنامل الذهب، ضمن برنامج تدريبي مهني فريد تدعمه الدولة بالكامل. في قلب المدينة، وتحديدًا في 60 ورشة عمل للمجوهرات، يتعلم هؤلاء الشباب واحدة من أرقى المهن وأكثرها دقة: حرفة صياغة الذهب.
وبين أصوات الطرقات الدقيقة ولمعان المعدن النفيس، تنمو مهارات، وصداقة، ومستقبل واعد، بدعم حكومي يغطي التأمين الصحي والراتب الشهري للمتدربين.
مستقبل ذهبي يبدأ من كيليس
يقول ظافر بيليك، رئيس غرفة تجارة كيليس للمجوهرات:
“بفضل دعم الدولة، بدأت العائلات تشجّع أبناءها على دخول هذا المجال. مهنة المجوهرات لا تَصدأ، وهؤلاء الشباب أنظف وأبرع من الذهب نفسه”.
90 شابًا، من بينهم 45 سوريًا و45 تركيًا، يتلقون تدريبهم في مدرسة الصياغة المهنية، ليتحولوا من طلاب إلى صُنّاع، ومن متدربين إلى فنّانين يشكّلون الذهب في أبهى حلله.
ذهب وصداقة بلا حدود
الورش في كيليس لا تخرّج فقط صنّاع مجوهرات، بل تبني جسورًا إنسانية بين السوريين والأتراك. يقول بيليك:
“الفرق الوحيد بينهم هو الهُوية. نشأت بينهم صداقات حقيقية، يتشاركون الأوقات داخل الورش وخارجها، في عطلات نهاية الأسبوع. إنها صداقات ستدوم مدى الحياة”.
“أسوارنا الذهبي في أيدينا”
من داخل الورشة، يروي أحمد الحميد (21 عامًا)، شاب سوري نشأ في تركيا، قصته:
“بدأت العمل في المجوهرات وأنا في الثامنة. والآن، بعد 3 سنوات في مدرسة التدريب، أشعر أنني أملك مهنة، وسأحملها معي إلى بلدي سوريا. أسوارنا الذهبي بأيدينا، وسأكمل في هذا الطريق”.
الحرفة تعود إلى المدارس
يشير بيليك إلى تغيّر النظرة المجتمعية تجاه المهنة، موضحًا أن غرفته ساهمت في إدخال تخصص المجوهرات إلى المدارس الثانوية المهنية بعد سنوات من الغياب:
“كنا نفتقر إلى كوادر مدرّبة. اليوم، نرى شبابًا من المدارس يدخلون المجال بمهارات حقيقية. لقد تغيّر كل شيء، وباتت المهنة محط أنظار الباحثين عن حرفة شريفة ومربحة”.
دعم الدولة يصنع الفرق
من خلال تأمين صحي كامل، وراتب شهري مدفوع من الدولة، بات بإمكان هؤلاء المتدربين أن يساهموا في إعالة أسرهم وهم لا يزالون في مرحلة التعلم. خطوة تعتبرها العائلات طوق نجاة، وشباب المدينة مدخلًا لحياة كريمة.
الختام: الاستثمار في الإنسان قبل الذهب
في كيليس، تتجلى قوة الاستثمار في الإنسان، حيث يُصاغ المستقبل كما يُصاغ الذهب، بالصبر، والانتماء، واليد التي تُتقن. وبينما تتلألأ الحُلي في واجهات العرض، تلمع آمال الشباب الذين وضعوا أول أساور الذهب على معاصمهم… وبنوا لأنفسهم طريقًا من الأمل المهني والاجتماعي والإنساني.
المصدر: صحيفة تركيا