منوعات
القهوة أصبحت ذهباً.. أسباب الغلاء في فنجانك اليومي

سجّلت أسعار القهوة في العالم وفي أوروبا بشكل خاص ارتفاعاً غير مسبوق خلال العام الماضي، حيث تضاعف سعر الفنجان تقريباً، في ظل أزمة عالمية متعددة الأوجه تهدد استقرار هذه الصناعة .
هذا الغلاء المفاجئ لم يعد يمر مرور الكرام، بل بات يُثقل كاهل المستهلكين ويُربك أصحاب المقاهي، وسط تساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التحوّل المفاجئ في سوق القهوة.
فبحسب تقرير نشرته شبكة” BBC”، لا يعود هذا الارتفاع فقط إلى التضخم، بل إلى تداخل عوامل معقدة تشمل مضاربات الأسواق العالمية، وتقلبات مناخية، واضطرابات في سلاسل الإمداد.
وتواجه الدول الرئيسية المنتجة للبن، مثل البرازيل وكولومبيا وفيتنام، ظروفاً مناخية قاسية أضعفت المحاصيل بشكل كبير.
في الوقت نفسه، أدت مشكلات في النقل ونقص حاويات الشحن إلى تعطيل سلاسل التوريد، مما أسهم في جعل السوق أكثر تقلباً.
في أوروبا، بدأت الشركات المستوردة تتلقى كميات أقل وبجودة أدنى، مع تشديد الرقابة على الشحنات بسبب مخاوف من العفن والتلوث، وحتى المؤسسات التي ترتبط بعلاقات قوية وطويلة الأمد مع المزارعين أصبحت تعاني في تأمين حاجتها من البن، وبعضها اضطر إلى اتخاذ تدابير أمنية لحماية الحبوب من السرقة.
ورغم هذه التحديات، فإن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار في المستقبل القريب.
فالتغير المناخي يُصعّب من زراعة البن، كما أن قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة تفرض على المنتجين إثبات أن زراعتهم لا تُلحق الضرر بالغابات، ما يزيد الضغط والكلفة.
إضافة إلى ذلك، تؤثر الرسوم الجمركية، خاصة على حبوب الروبوستا القادمة من فيتنام، في تغيير طرق التجارة العالمية، وسط تقديرات تشير إلى أن “عصر القهوة الرخيصة قد ولّى”.
اقرأ المزيد: خبيرة تغذية تحذر.. تجنب القهوة في هذا التوقيت
ويختم التقرير بنقل رأي أحد الخبراء الذي قال: “ربما كانت القهوة في الماضي أرخص من قيمتها الحقيقية، لكن المستقبل يحمل فنجاناً أغلى”.
في سوريا أيضاً، شهدت أسعار القهوة ارتفاعاً كبيراً، مما جعلها عبئاً إضافياً على المواطنين، حيث وصل سعر كيلو القهوة إلى ما بين 150 و400 ألف ليرة سورية، وفقاً للنوعية والجودة، وهو ما يعادل أو يتجاوز راتب الموظف في القطاع العام.
هذا الارتفاع دفع كثيراً من السوريين إلى تقليل استهلاكهم للقهوة أو اللجوء إلى شراء كميات صغيرة جداً، تصل إلى “غلوة” واحدة، أي ما يكفي لفنجان أو فنجانين فقط.
كما أدى ذلك إلى انتشار ظاهرة غش القهوة، حيث يتم خلطها بمواد مثل نوى التمر أو الحمص المطحون، مما يؤثر على جودتها ويشكل خطراً على صحة المستهلكين.
ويرى خبراء أن ارتفاع أسعار القهوة في سوريا يعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار البن في بلد المنشأ، وارتفاع تكاليف الشحن والنقل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والضرائب المحلية. كما أن غياب الرقابة على الأسواق أدى إلى تفاوت كبير في الأسعار وانتشار الغش.