تركيا الآن
خطة هروب سكان إسطنبول بعد الزلزال جاهزة: إقبال جنوني بعد الهزة… والأسعار تقفز بين ليلة وضحاها

في أعقاب الزلزال الذي ضرب إسطنبول بقوة 6.2 درجة في 23 أبريل/نيسان، شهدت تركيا موجة غير مسبوقة من الإقبال على المنازل الصغيرة المتنقلة (Tiny House)، والكرفانات، وقطع الأراضي، خاصة في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة. هذا التحوّل السريع في الطلب لم يمر دون استغلال، إذ دخل المضاربون على الخط، حيث قفز سعر قطعة أرض من 4 ملايين و750 ألف ليرة في 23 أبريل/نيسان إلى 5 ملايين و250 ألف ليرة في اليوم التالي، 24 أبريل/نيسان.
وبحسب تقرير بثته قناة “ATV Haber”، فإن حالة الخوف من الزلازل دفعت مجدداً الكثير من المواطنين إلى البحث عن وسائل سكن بديلة وآمنة، أبرزها المنازل المتنقلة، والكرفانات، وقطع الأراضي الزراعية في مناطق بعيدة عن التجمعات الحضرية الكبرى.
وأوضحت خبيرة العقارات شيناي آراش أن “الإقبال يتركّز حالياً بشكل خاص في مناطق تشاطالجا، أدرنة، وقرقلار إيلي، حيث يمكن شراء قطعة أرض بمساحة 1000 متر مربع بأسعار تتراوح بين 5 إلى 6 ملايين ليرة”.
تبدأ أسعار الأراضي الزراعية في محيط إسطنبول من 4 آلاف ليرة للمتر المربع، وترتفع بحسب قربها من الطرق، وحصولها على سند ملكية (طابو)، أو بعدها عن المدينة. أما الأراضي الصالحة للبناء والتي تملك تراخيص، فقد يصل سعر المتر المربع فيها إلى 15 ألف ليرة.
وأكدت آراش على أهمية التأكد من أن الأرض مُخدّمة ومُخصصة للبناء قائلة: “لا يمكن أبداً بناء منزل على أرض زراعية. يجب التوجّه نحو الأراضي المخططة عمرانياً والمجهزة قانونياً، حيث لا توجد أي مشاكل ويمكن البناء بحرية”.
لم يقتصر الإقبال على الأراضي فقط، بل شمل أيضاً المنازل المتنقلة والكرفانات، نظراً لاحتوائها على جميع متطلبات الحياة الآمنة. وتتراوح أسعارها حالياً ما بين 150 ألف ليرة وحتى مليون ليرة تركية، حسب الحجم والمواصفات.
هذا التوجه يعكس رغبة المواطنين في البحث عن حلول سكنية أكثر أماناً ومرونة في ظل المخاوف المستمرة من الزلازل، ويشير إلى تحول في أنماط السكن والاستثمار العقاري في تركيا.