عربي
قناة عبرية: أسوأ كوابيس إسرائيل قد يتحقق على يد محمد بن سلمان وترامب

كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن أحد أكبر المخاوف الاستراتيجية لتل أبيب قد يكون في طريقه للتحقق، هذه المرة على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي السابق والمحتمل عودته إلى البيت الأبيض دونالد ترامب.
في تقرير موسع بثته القناة، أوضحت أن التحولات الأخيرة في المواقف السعودية تجاه إسرائيل، والتقارب المتزايد بين الرياض وواشنطن بعيداً عن شرط التطبيع مع تل أبيب، تشكّل مصدر قلق عميق داخل الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل.
لهجة سعودية غير مسبوقة تجاه إسرائيل
وذكرت القناة أن السعودية وجهت في غضون أسبوع واحد فقط ما لا يقل عن خمس إدانات رسمية لإسرائيل، مستخدمة لغة حادة وغير معتادة في بياناتها، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة. وأشارت وزارة الخارجية السعودية إلى أن “الهجوم يمثل جريمة نكراء وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والأخلاقية”.
وأضافت القناة أن ما يزيد من قلق إسرائيل هو أن هذه التصريحات تأتي من نفس القيادة السعودية التي كانت، قبل أقل من عامين، تتحدث عن تطبيع تاريخي مع إسرائيل بوصفه “أكبر اتفاق منذ نهاية الحرب الباردة”.
تطورات الاتفاق السعودي الأمريكي خارج السياق الإسرائيلي
بحسب القناة العبرية، فإن التحول في الموقف السعودي لا يمكن عزله عن المفاوضات المتقدمة التي تجريها الرياض مع إدارة ترامب، والتي تهدف إلى التوصل لاتفاق يسمح للمملكة بالحصول على التكنولوجيا النووية الأمريكية، بما في ذلك احتمال تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
تصريح وزير الطاقة الأمريكي السابق كريس رايت هذا الأسبوع بشأن هذه المفاوضات أثار قلقًا متزايدًا داخل إسرائيل، التي ترى في منح دولة إسلامية كالسعودية حق التخصيب سابقة خطيرة قد تستخدمها إيران لاحقاً لتبرير برنامجها النووي.
وأكد التقرير أن إدارة بايدن كانت قد ربطت في السابق أي اتفاق مع السعودية – سواء كان نووياً أو دفاعياً – بتوقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل. غير أن المسار الجديد مع إدارة ترامب يبدو منفصلاً تمامًا عن هذا الشرط، ما يضعف الموقف الإسرائيلي ويقلل من قدرتها على التأثير على شكل العلاقات الخليجية الأمريكية.
ردود فعل إسرائيلية باهتة وتحذيرات أمنية
أثار التصريح الأمريكي حول التخصيب النووي صدمة في أوساط الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة أن الحكومة لم تُصدر رداً رسمياً واضحاً. في المقابل، سارع زعيم المعارضة يائير لابيد إلى التحذير عبر حسابه في منصة “إكس”، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى مطالبة واشنطن بمنع أي تخصيب نووي سعودي.
وترى المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن أي سماح أمريكي بالتخصيب النووي لدولة كالسعودية سيُسقط الحجة الرئيسية التي تستخدمها إسرائيل لوقف التقدم النووي الإيراني، إذ قد تزعم طهران أنها تطالب فقط بنفس الحقوق التي حصلت عليها الرياض.
التحالف السعودي الأمريكي بمعزل عن إسرائيل
ووفقاً لتقديرات القناة 12، فإن إسرائيل باتت خارج سياق التفاهمات الكبرى التي يُعد لها بين الرياض وواشنطن، خصوصاً في ظل الحرب الجارية على غزة، والتي أسهمت في تبريد العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية كانت منفتحة على التطبيع.
وأشارت القناة إلى أن السعودية تستعد لاستقبال زيارة مرتقبة لدونالد ترامب، من المتوقع أن تشهد توقيع تفاهمات اقتصادية واستراتيجية كبرى، قد تشمل استثمارات سعودية في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار. وألمحت إلى أن هذه الصفقات قد تُبرم من دون المرور بإسرائيل، وهو ما يمثل تراجعاً كبيراً عن الرؤية التي روج لها نتنياهو حول مركزية إسرائيل في تحالفات المنطقة.
الخاتمة
في الوقت الذي تتحرك فيه السعودية لإعادة صياغة علاقاتها مع واشنطن وفق أولوياتها الاستراتيجية الخاصة، تبدو إسرائيل منشغلة بمفاوضات داخلية معقدة، لم تنجح حتى الآن في تحقيق تقدم يُذكر في ملف إعادة الأسرى والمفقودين في غزة.
وخلصت القناة إلى أن “الزمن السياسي في الرياض وواشنطن لا يسير وفق ساعة نتنياهو”، في إشارة إلى تراجع النفوذ الإسرائيلي على الساحة الإقليمية والدولية في ظل المتغيرات الراهنة.