مقالات وتقارير
مُبتكر الطائرات المسيّرة التركية.. هل يترشح صهر أردوغان للرئاسة؟
تناول تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” احتمالات ترشح المهندس التركي المعروف سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس رجب طيب إردوغان، للانتخابات الرئاسة القادمة في البلاد.
ولعبت طائرات بيرقدار من دون طيار TB2 دورا محوريا بمواجهة الغزو الروسي لسهول أوكرانيا، واستخدمتها أذربيجان ضد القوات الأرمينية في عام 2020. وفي ليبيا، ساعدت على إحباط هجوم شنه أحد أمراء الحرب المدعومين من روسيا.
وجعلت هذه الطائرات مهندسها سلجوق بيرقدار، 42 عاما، الذي تدرب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بطلا شعبيا لوضعه تركيا على المسرح العالمي، وربما قد يكون زعيمها المقبل، وفق ما ينقل تقرير “وول ستريت جورنال”.
وغالبا ما يظهر بيرقدار مرتديا سترة طيران، وهو متزوج من إحدى بنات الرئيس رجب طيب إردوغان، ويتجمع حوله المعجبون في كل مكان يذهب إليه.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه أحد أكثر الشخصيات العامة شعبية في البلاد. والآن يروج له أنصاره لخلافة والد زوجته رئيسا للبلاد.
ونقلت الصحيفة عن بيرقدار قوله إنه ليس لديه طموحات سياسية، لكنه لن يستبعد ذلك إذا طلب منه إردوغان الترشح في انتخابات مستقبلية. حسبما أورد موقع قناة الحرة.
“ربما سأقول نعم، لكن هذا سيعتمد على الظروف”، يقول بينما يجلس على أريكة جلدية ويدخن سيجارة في صالة تدريب الطيارين في قاعدة عسكرية في إزمير على ساحل بحر إيجة التركي، وفق التقرير.
ويدور السجال الآن بشأن قضية من سيخلف إردوغان بعد أن قال الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن الانتخابات المحلية في البلاد في نهاية هذا الأسبوع ستكون حملته الأخيرة.
ولا يزال بإمكان الزعيم التركي تغيير رأيه، لكن المراقبين المقربين للسياسة التركية يقولون إن السباق لخلافته قد بدأ بالفعل.
وقال بوراك كاديرجان، أستاذ الاستراتيجية في كلية الحرب البحرية الأميركية، الخبير في السياسة التركية، إن كل الإشارات تتجه نحو بيرقدار.
وولد بيرقدار في إسطنبول لعائلة من المهندسين، وكان والده، أوزدمير بيرقدار، يعرف إردوغان منذ نشأتهما على ساحل البحر الأسود. وبقيا على اتصال عندما أسس شركته لقطع غيار السيارات، في تسعينيات القرن العشرين.
أمضى بيرقدار الشاب معظم شبابه بمصنع العائلة، يبني طائرات يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وقد باتت تلك الطائرات النقطة المحورية لدراساته في أوائل عام 2000، أولا في اسطنبول، ثم في جامعة بنسلفانيا، في نفس الوقت تقريبا الذي بدأت فيه طائرات “بريداتور” الأميركية الصنع تصنع فارقا حاسما بساحات القتال في أفغانستان والعراق.
من هناك، كانت خطوته نحو تجربة نموذجه الأولي للطائرات من دون طيار في مصنع العائلة، في الوقت الذي كانت تركيا تعمل على بناء صناعة أسلحة محلية مستقلة يمكنها مواجهة انقطاع الإمدادات من المنتجين الغربيين.
رأى والد بيرقدار أن مشروعات ابنه يمكن أن يكون لها قيمة عسكرية، وساعد في الترتيب له لاختبارها مع الجيش التركي.
ينسب المسؤولون التنفيذيون والمهندسون في الشركة الفضل إلى بيرقدار في المساعدة في الإشراف على الرحلات التجريبية الأولى لأول طائرة من دون طيار، التي أطلق عليها اسم “Mini U.A.V”.
وأظهرت لقطات وثائقية من عام 2003 بيرقدار يشرح أهمية الطائرات غير المأهولة لمجموعة من الضباط العسكريين. وكانت أطروحته للماجستير بعنوان “مناورات الهبوط للمركبات الجوية من دون طيار”.
وفي عام 2014 ، قدمت شركة “Bayraktar” نموذجا أوليا لطائرة أكبر من دون طيار، قادرة على حمل الأسلحة باسم “TB2”.
ربما لم تكن تلك الطائرة متطورة مثل نظيراتها المصنوعة في الولايات المتحدة، لكن بيرقدار تمكنت من بناء طائرات من دون طيار موثوقة يمكنها التغلب على الدفاعات الجوية من خلال الطيران على ارتفاع منخفض وبطيء.
وينظر الكثيرون في الصناعة الآن إلى TB2 على أنها “كلاشينكوف الطائرات من دون طيار” في إشارة إلى البندقية الروسية الشهيرة التي بقيت رمزا للأسلحة الشخصية للمشاة.
وبحلول موعد الانتخابات الرئاسية التركية العام الماضي، باتت طائرات بيرقدار جزءا أساسيا من العلامة التجارية لإردوغان، وتم إبرازها كرمز للفخر الوطني وتطلعات تركيا للنفوذ العالمي.
وظهر الرئيس في أحد ملصقات الحملة مرتديا سترة طيران مماثلة للشاب بيرقدار ، ومنذ ذلك الحين، ردد بيرقدار بعض خطابات إردوغان القومية.
وبيرقدار وشقيقه هالوك، الذي أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بايكار بعد وفاة والدهما عام 2021، هما من بين الدائرة الداخلية لمستشاري إردوغان وقد توليا أدوارا أكثر بروزا في تمثيل البلاد في الخارج، وفق الصحيفة.
وتخلص الصحيفة في تقريرها أن أي من أبناء إردوغان لا يمتلك سيرة ذاتية للإنجازات مماثلة لبيرقدار الذي يرى معجبوه نجاحه إشارة إلى مستقبل أفضل للبلاد.