Connect with us

إسطنبول اليوم

أسنيورت أكبر منطقة سكنية في إسطنبول.. ما سبب ارتباط اسمها بالجرائم؟

Published

on

  • أسنيورت هي واحدة من أكثر المناطق السكنية ازدحاماً في تركيا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
  • تعاني المنطقة من عدد من المشكلات الاجتماعية، بما في ذلك الجريمة والعنف والهجرة
  • يرجع سبب هذه المشكلات جزئيًا إلى النمو السريع للمنطقة وعدم توفر البنية التحتية الكافية لتلبية احتياجات السكان.
  • تواجه وسائل الإعلام في المنطقة أيضًا انتقادات واسعة بسبب إبراز أحداث أسنيورت بشكل أكبر من اللازم.

تُعَدُ منطقة أسنيورت في مدينة إسطنبول واحدة من المناطق السكنية الأكثر ازدحاماً في تركيا، حيث ارتفع عدد السكان من نحو 150 ألف نسمة في عام 2000 إلى أكثر من مليون و127 ألف نسمة في عام 2022، وهو ما يجعلها تحتوي على عدد سكان أكبر من العديد من المدن.

وتُعزَى المشكلات الاجتماعية التي تواجه المنطقة جزئياً إلى نموها السريع غير المراقب وعدم توفر البنية التحتية الكافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.

ويقول رئيس مجلس مدينة أسنيورت، حنفي كايا، إن عدد السكان تجاوز الضعف مما كان مخططاً له عندما تأسست البلدية، مما أدى إلى نقص الخدمات العامة، بدءاً من التعليم وصولاً إلى الرعاية الصحية، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية في المنطقة.

وتشهد أسنيورت أيضاً ارتفاعاً في معدلات الجريمة، وترتبط هذه المشكلة بنمو الأحياء السكنية وتوسعها بشكل سريع. يُعزَى هذا التصاعد في معدلات الجريمة جزئياً إلى العديد من المباني الشاهقة التي تمتد جنباً إلى جنب فيها.

ويزين بعض هذه الأبنية أضواء متلألئة ومتحركة وملونة، مما جعل الحي يشتهر بلقب “إس أنجلوس” نسبةً إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية، في حين يشير تقرير (BBC) التركية إلى أن هذه الأضواء والأجواء الليلية المشرقة قد تزيد من فرص وقوع الجرائم.

كيف نشأت هذه المشكلة؟

يُؤكد المحامي أوكتاي كيليتش أن محكمة المنطقة تكون مزدحمة جدًا في الصباح بسبب وجود العديد من الأشخاص الذين يتم نقلهم إليها في وقت مبكر بتهم مختلفة، مما يعكس حالة الحي ومشكلاته الاجتماعية.

يعود أصل مشكلات أسنيورت إلى بداية القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت عملية البناء السريعة في المنطقة، وتحولت المنازل القديمة إلى شقق حديثة وبُنِيَت أبنية شاهقة تحتوي على شقق صغيرة، وهذا جذب المهاجرين من مختلف المناطق، سواء كانوا مسجلين رسمياً أم لا.

وفي هذا السياق، يقارن رئيس مجلس مدينة أسنيورت حنفي كايا، ما يحدث في الحي بمرض السرطان الذي ينمو بسرعة، مشيراً إلى أن النمو السريع للحي كان سبباً رئيسياً وراء ظهور المشكلات الاجتماعية الحالية.

وتُضِافُ لكل ذلك، ضعف البنية التحتية، حيث يعاني الحي من نقص في المدارس ومراكز الرعاية الصحية، مما يجعل الحي أكثر عرضة للمشكلات والصعوبات الاجتماعية.

وتشدد مختارة حي بربروس خير الدين باشا، غولشاه غولر، على عدم وجود مدرسة ثانوية أو مراكز صحية في الحي الذي يعيش فيه 30 ألف نسمة، وهذا يجعل الحاجة إلى تحسين البنية التحتية لمواجهة احتياجات السكان الكبيرة.

مشكلة “السكن الراقي”

تُعد مشكلة “السكن الراقي” من العوامل التي تُسهم في تزايد معدلات الجريمة في أسنيورت، إذ تتركز بعض المجتمعات في أماكن معينة، مما يؤدي إلى تكوين غيتوات طبيعية.

وأوضح الموقع في تقريره بأن المباني الكبيرة التي تحتوي على سكان لا يعرفون بعضهم تؤدي إلى تقلص العلاقات الاجتماعية وتوفير بيئة ملائمة للأنشطة غير القانونية.

ويحذر المهندس المعماري علي جانير مينغول أوغول من أن المباني الكبيرة في المنطقة أدت إلى عزل اجتماعي بين سكانها وتقديم بيئة ملائمة للأنشطة غير القانونية.

يشير “مينغول أوغول” إلى أن الثقافة الشعبية والمسلسلات التلفزيونية مثل “الحفرة” و”الصفر الواحد”  أثرت بشكل سلبي على الشباب في المنطقة، حيث تظهر الجرائم والقتل في هذه المسلسلات بكونها أمرا بسيطا، مما ينعكس على سلوكهم في الواقع.

المخدرات

وأشار التقرير إلى أن أسنيورت تعتبر مكاناً يقطنه الأشخاص ذوو الدخل المحدود بكثافة، ويُعتقد أن الوضع المادي يُحفز الشباب على تجربة المخدرات، بدءاً من الحشيش وصولاً إلى الكوكايين والميثامفيتامين.

ويقول عضو مجلس إدارة مجلس المدينة، أسعد غيزر، إن تناقل المخدرات أصبح مشكلة حقيقية في المنطقة، مشيراً إلى تسلط التنظيمات الإجرامية وانتشار الشائعات عن وجود العصابات.

يضيف المحامي أوكتاي كيليتش أن التسلح الفردي أيضاً أصبح مشكلة كبيرة في أسنيورت، حيث يحمل الناس الأسلحة لحماية أنفسهم أو ارتكاب جرائم “على الرغم من أن أسينيورت ليست أسوأ مناطق المدينة من حيث نسبة الجريمة، إلا أن الكثافة السكانية العالية تزيد من حدوث الحوادث القضائية”.

حوادث قتل النساء

تتصاعد حوادث قتل النساء المشبوهة في منطقة أسينيورت، مما يسلط الضوء على تفاقم مشكلة العنف ضد النساء والقضايا الاجتماعية في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.

تحظى وفيات النساء اللاتي يمُتن بسبب سقوطهن من المباني ذات الطوابق العالية باهتمام الإعلام المحلي، ووفق تصريحات رئيسة مجلس نساء أسنيورت، جيدام جينار، تظهر هذه الوفيات بشكل غير مبرر على كونها حالات انتحار.

وأضاف: “لأسباب غير معروفة، تختار النساء في أسنيورت الموت عن طريق الانتحار، وبالمصادفة، يكون هناك رجل بجانب كل امرأة تنتحر، حيث تحدث معظم هذه الانتحارات في شقق الإيجار اليومي”.

وتعزز تشينار فرضية تأثر النساء بظروف السكن، وخاصة انتشار الشقق المفروشة التي تعتبرها مسبباً للعديد من المشكلات الاجتماعية في المنطقة.

“دمشق الصغيرة”

وتتعامل أسنيورت مع التحديات المرتبطة بتجمع كبير للمهاجرين، إذ تشهد المنطقة سوقاً يُطلق عليه “دمشق الصغيرة” حيث يدير السوريون معظم المحال ويكون زبائنهم بالغالب من السوريين أيضاً، إلى جانب أنواع مختلفة من الأعمال التجارية التي يديرها المهاجرون من مختلف الجنسيات.

وأكد التقرير أن وجود المهاجرين يثير القلق حول عدم معرفة العدد الدقيق لهم في الحي، إذ يشير الباحثون إلى توافر بيانات متباينة من مختلف المؤسسات والتسجيل غير الرسمي، مما يجعلها مشكلة على مستوى المجتمع.

تقول بيرغول تشاي، الباحثة في مجال الهجرة، إن هناك بيانات مختلفة من مختلف المؤسسات، وإن التسجيل غير الرسمي منتشر أيضاً، وتضيف: “تمتلئ المقابر في أسنيورت الآن بأسماء أجانب”، مشيرةً إلى وجود نحو 100 لغة مُتحدث بها هناك.

وأشارت تشاي إلى ظهور سوق العمالة الرخيصة في المنطقة: “الأوزبك والتركمان يعملون بشكل أكبر في الأعمال البسيطة مثل حمل الأشياء، السوريون يعملون في مجال النسيج، بينما الأفغان والباكستانيون يعملون في مجال البناء، الإيرانيون والعراقيون يشتغلون في مجال التجارة. وذوو البشرة السوداء يعملون بشكل رئيسي في مجال التوصيل”.

التحريض الإعلامي

تواجه وسائل الإعلام في منطقة أسنيورت انتقادات واسعة بسبب تبرزها للأحداث المحلية في المنطقة بشكل أكبر من اللازم، وهذه الانتقادات أثارت جدلاً بين السكان حول دور وتأثير الإعلام في المنطقة.

ومما أثارته وسائل الإعلام هو نشر لقطات لهجوم على متجر “المشروبات الكحولية”، حيث يشكو البعض من عدم صحة النقل الإعلامي للأحداث وأنها تزعج الناس، ويعتبر البعض أن هذه التغطية غير دقيقة وتسبب التوتر والقلق للمجتمع المحلي.

ويشير البعض إلى أن تسليط الضوء بشكل متكرر على أسنيورت يهدف إلى تشويه سمعة الحي، في حين يدافع أسعد غيزر، الذي يعمل في قضايا الإدمان، عن الواقع الحالي في أسنيورت.

وأكد أن ما يحدث هناك معروف للجميع ويحدث علناً وأمام الجميع، وأن الإعلام قد يلعب دوراً في توجيه الانتقادات وتضخيم بعض الأحداث، لكنه يصر على أن المشكلات الموجودة في المنطقة حقيقية وتستحق الاهتمام.

Continue Reading
Advertisement
Comments

فيسبوك

Advertisement