أخبار تركيا اليوم
تركيا تستعين بخبرات إسبانية لفك لغز وفاة الطالبة روجين كابايش
شرعت السلطات التركية في خطوة جديدة ضمن مسار التحقيقات المعقدة بقضية وفاة الطالبة الجامعية روجين كابايش، التي تحوّلت إلى قضية رأي عام بعد العثور على جثتها العام الماضي في ظروف غامضة بولاية فان شرقي البلاد.
فبعد سلسلة محاولات فاشلة لفتح هاتف الشابة المقفل، كشفت وسائل إعلام محلية أن فريقًا من ضباط الشرطة التركية سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى إسبانيا، مستندًا إلى اتفاق سابق بين وزارتي العدل في البلدين، وذلك للاستعانة بالخبرات الإسبانية المتقدمة في مجال فك التشفير الرقمي.
هاتف مغلق قد يحمل مفتاح الحقيقة
ويعوّل المحققون الأتراك على نجاح الخبراء الإسبان في استخراج بيانات هاتف روجين، باعتباره آخر دليل يمكن أن يساعد في كشف ما إذا كانت وفاتها ناجمة عن جريمة قتل أو حادث غامض أو انتحار، خاصة بعد أن عجزت فرق التحليل التركية والأجنبية طوال عامٍ كامل عن تجاوز حماية الهاتف المشفّر.
وتعود القضية إلى 27 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حين اختفت الطالبة في مدينة فان، قبل العثور على جثتها بعد 18 يومًا على ضفاف بحيرة محلية، إلى جانب هاتفها وبجانبه زجاجة ماء وقطعة حلوى، في مشهد أثار كثيرًا من الشكوك حول ظروف وفاتها.
نتائج الطب الشرعي تزيد الغموض
ورغم أن الرواية الأولية رجّحت أن تكون روجين قد انتحرت أو انجرفت نحو البحيرة، فإن أسرتها رفضت تلك التفسيرات، ودعت إلى استمرار التحقيقات التي بقيت بلا نتائج حاسمة حتى اليوم.
لكن تقريرًا حديثًا للطب الشرعي صدر بعد عام كامل على وفاتها، أضاف طبقة جديدة من الغموض، بعدما كشف عن آثار حمض نووي تعود لرجلين على جسد الشابة، دون أن تتطابق أي من العينات الـ195 التي فحصتها السلطات مع الحمض المكتشف، بما في ذلك عينات مأخوذة من محيطها الجامعي وحراس الأمن.
شهود ومؤشرات… لكن بلا خيطٍ يقود إلى متهم
كما أدلى شاهد بشهادة جديدة الشهر الماضي، قال فيها إنه رأى رجلًا برفقة فتاة تشبه روجين يوم اختفائها، إلا أن تلك الإفادة لم تقُد المحققين إلى أي مشتبه به حتى الآن.
ومع تعثر تقارير الطب الشرعي، وفشل مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة وتتبع الاتصالات، بات فتح الهاتف هو الأمل الأخير لفك اللغز الذي شغل الرأي العام التركي.
قضية رأي عام وضغوط لكشف الحقيقة
منذ العثور على جثة روجين، خرجت مظاهرات وتجمعات تضامنية تطالب بالكشف عن تفاصيل وفاتها، كما حضر اسمها بقوة في خطابات سياسيين ومنظمات مدنية تُعنى بحقوق النساء، في ظل تصاعد القلق من احتمال تعرضها لجريمة عنف.
وتأمل أسرة روجين، ومعها آلاف المتابعين للقضية، أن تحمل التقنية الإسبانية إجابة حاسمة لطالما غابت طوال عام من الغموض.
