عبر MBC.. أول عقاب سعودي للبنان بسبب تصريحات جورج قرداحي

قالت صحيفة عكاظ السعودية يوم أمس الأربعاء إنّ إدارة مجموعة mbc تتجه لإغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي، وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض، وذلك بُعيد التصريحات المسيئة التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضد المملكة العربية السعودية والإمارات.

MBC تغادر لبنان

واستنكر الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC كلام وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي واتهاماته المغرضة التي استهدفت السعودية والإمارات، مُعتبراً أنّ المواقف الصادرة عن قرداحي مستغرَبة جداً وغير مقبولة بتاتاً، وهي لا تُعبّر إلا عن الآراء السياسية المنحازة والمنحرفة لمطلقيها، والمجحفة بحق ثوابتنا وتضحياتنا ومواجهتنا شبه اليومية للاعتداءات الإرهابية على أهلنا وأراضينا في المملكة، والعابرة للحدود والقيود، في لبنان واليمن والعراق وغيرها من الدول العربية التي تخضع لمنطق الإرهاب وسطوة السلاح.

وفي السياق ذاته؛ تنصّل لبنان على لسان رئيس الحكومة ووزارة الخارجية من حديث جورج قرداحي بشأن حرب اليمن، فيما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتندر والسخرية من الوزير “الجاهل بحقائق الأمور” كما وصفته صحيفة عكاظ، واستنكرت منظمة التعاون الإسلامي أمس الأربعاء تصريحات قرداحي ووصفها الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف العثيمين بأنها “تصرف غير مسؤول ولا يبالي بمصلحة الشعب اليمني”.

واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور نايف الحجرف، أن تصريحات وزير إعلام لبنان “تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن”. متهماً إياه بقلب الحقائق، وطالبه بالاعتذار، داعياً الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات.

بدل ما يكحلها عماها

وأشارت الصحيفة السعودية إلى “الخطيئة” التي أقدم عليها قرداحي والمطالبات الشعبية لبنانياً وعربياً بإقالته، إلا أنه لا يزال يصر على المضي قدماً في جهله، إذ زاد الطين بلة (أو على مبدأ السوري بدل ما يكحلها عماها) وذلك عندما حاول خلال مؤتمر صحفي أمس تجيير القضية لما سماه “الابتزاز” بينما هو من حشر نفسه في الزاوية وأغلق كل الأبواب بالقول إنه وضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح، زاعماً أنّ موقف الدول وسفراءها في الدفاع عن سيادتهم وحرية شعوبهم ابتزاز للبنان، وهي الأسطوانة المشروخة التي يرددها “حزب الله” والموالون له.

تهرب واعتذار كاذب

وعقب الانتشار الكبير لتصريحاته وما تبعها من جدل، حاول قرداحي التنصل زاعماً أنه لم يقصد الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، وأن حديثه كان عن ضرورة توقف حرب في اليمن التي وصفها بـ “العبثية والمؤذية”، كما أوضح أن ما قاله عن تلك الحرب لم يكن طرفاً فيه، بل قاله كصديق فهو لم يهاجم ولم يشتم يوماً السعودية والإمارات، بل يعتبرها بلده الثاني على حد قوله.

وبعد مطالبات باستقالته لفت قرداحي إلى أنه لا يجوز أن يكون هناك من يملي عليه ما يجب القيام به حول بقائه في الحكومة أو عدمه رافضاً في الوقت نفسه تقديم الاعتذار.

وكان وزير الإعلام اللبناني أدلى بتصريحاته هذه خلال اشتراكه في إحدى حلقات برنامج “برلمان شعب” الذي سجل في آب الماضي وبُث على موقع قناة “الجزيرة” في يوتيوب قبل يومين، وفي نهاية البرنامج سحب “نواب البرلمان” الثقة الإعلامية منه، ثم نقل التصويت إلى استفتاء شعبي على موقع البرنامج على الإنترنت.

ويعدّ الإعلامي جورج قرداحي من أشد اللبنانيين مناصرة للأسد حيث وصفه في أحد لقاءاته المتلفزة عام 2018 بأنه (رجل العام)، قبل أن يناقض نفسه في تصريحات أدلى بها لموقع “اليوم السابع” أيلول 2020، عندما أكّد أن رغبته ببقاء نظام الأسد تهمة بريء منها.

يذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ قرابة 7 سنوات عندما قامت ميليشيات الحوثيين بالانقلاب على السلطة الشرعية بالبلاد عام 2014 والسيطرة على العاصمة صنعاء، الأمر الذي جعل عدة دول عربية تشكل تحالفاً بقيادة السعودية لمحاربة تلك الميليشيات ودعم القوات الحكومية.