الجاليات العربية
وداع مؤثر على الحدود: طفلة سورية تبكي وهي تغادر تركيا بعد 9 سنوات من حياتها (فيديو)
ترجمة وتحرير موقع تركيا اليوم
مع انتهاء الحرب الأهلية السورية التي استمرت أكثر من 13 عامًا، يواصل العديد من السوريين المقيمين في تركيا العودة إلى بلادهم عبر المعابر الحدودية، ضمن موجة جديدة من العودة الطوعية.
وفي مشهد مؤثر عند معبر جيلفه غوزو الحدودي في قضاء الريحانية بولاية هاتاي، ودّعت الطفلة السورية مريم علي (9 أعوام) تركيا بالدموع، بعدما وُلدت ونشأت فيها طوال حياتها.
“تركيا وطني الثاني”
قالت مريم وهي تبكي بحرقة قبل صعودها الحافلة المتجهة إلى سوريا:
“وُلدت في تركيا، وأشكرها كثيرًا. لقد أصبحت وطني الثاني. الآن سأذهب إلى سوريا، لكنني لا أريد الذهاب. أحب تركيا كثيرًا. كنت ألعب وأدرس مع أصدقائي هنا. لديّ أصدقاء في تركيا وأقارب في سوريا… سأفتقدكم جميعًا ولن أنساكم أبدًا”.

العودة بعد خمس سنوات في تركيا
أما طارق أمين، الذي عاش في تركيا خمس سنوات وعمل في مجال البناء، فقد تحدث عن مشاعره قائلاً:
“كل شيء عاد إلى طبيعته في سوريا، وأنا سعيد بالعودة إلى وطني. الشعب التركي طيب جدًا وقد اهتم بنا كثيرًا. سأذهب إلى إدلب لأعيش مع إخوتي وعائلتي. منزلي تهدم، وسأعيد بناءه من جديد. شكرًا لتركيا على كل ما قدمته لنا.”
شاب فقد عائلته في الزلزال
وفي قصة أخرى مؤلمة، تحدث مصطفى الحاج (15 عامًا) الذي فقد أسرته في زلزال هاتاي قائلًا:
“وُلدت ونشأت هنا، لكني فقدت أمي وأبي وأختي وأختي الكبرى في الزلزال. بقيت تحت الأنقاض 13 يومًا، ونجوت بأعجوبة. الآن أعود إلى سوريا لأزور قبورهم للمرة الأولى. جمعت المال من عملي في تركيا وافتتحت متجرًا ومطعمًا وثلاثة منازل في سوريا. أشكر تركيا لأنها وقفت معنا، كنا كالإخوة تمامًا.”
دموع الوداع ورسالة شكر
تتكرر عند المعابر الحدودية مشاهد إنسانية مؤثرة لعائلات سورية تودّع بلدًا عاشوا فيه سنوات من الأمان والاستقرار.
وبينما يختار بعضهم العودة إلى مدنهم وقراهم التي استعادت الهدوء، يبقى الامتنان لتركيا حاضرًا في كلمات الجميع، بوصفها “الوطن الثاني” الذي احتضنهم في سنوات الحرب.
