Connect with us

عربي

“الهدف التالي بعد الدوحة؟”.. وسائل إعلام إسرائيلية تحذر من مغبة التصعيد مع تركيا

Published

on

"الهدف التالي بعد الدوحة؟".. وسائل إعلام إسرائيلية تحذر من مغبة التصعيد مع تركيا

في أعقاب الغارة الإسرائيلية المثيرة للجدل على العاصمة القطرية الدوحة، والتي خلفت موجة من الإدانات الدولية، أثارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مخاوف جديدة من احتمال تصعيد عسكري آخر، لكن هذه المرة مع دولة ذات ثقل عسكري وإقليمي كبير: تركيا.

في مقال نشرته الصحيفة اليوم، حمل عنوان: “تركيا قد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر.. العواقب؟ كارثية”، حذر الكاتب من أن أي مواجهة مع أنقرة ستكون بمثابة “كارثة استراتيجية” تفوق بكثير تداعيات الضربة التي استهدفت الدوحة مؤخراً.


من قطر إلى تركيا.. تصعيد غير محسوب؟

ربط المقال بين الهجوم الإسرائيلي على مجمع سكني في شمال الدوحة يوم 9 سبتمبر، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم نجل القيادي في حماس خليل الحية وعنصر أمن قطري، وبين إعلان جهاز الشاباك الإسرائيلي مؤخراً إحباط مخطط لاغتيال الوزير إيتمار بن غفير، قالت إسرائيل إن خلية تابعة لحماس خططت له من داخل الأراضي التركية.

هذا الربط أثار – بحسب الصحيفة – تساؤلات حساسة داخل إسرائيل، من قبيل: هل كانت تركيا توفر دعماً لحماس في هذا المخطط؟ وعلى الرغم من النفي الرسمي التركي لأي علاقة بالحادث، إلا أن المقال يُلمح إلى احتمال أن تنظر إسرائيل في استهداف نشاطات حماس داخل إسطنبول، حيث تتهم تل أبيب الحركة بإدارة مكاتب للتنسيق المالي والتخطيط تحت “مظلة الحماية التركية”، على حد زعم الكاتب.

تركيا ليست كقطر.. والنتائج قد تكون وخيمة

يشدد تقرير هآرتس على أن تركيا تختلف جذرياً عن قطر من حيث الوزن الجيوسياسي والعسكري، مشيراً إلى أن:

  • تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو،
  • لها نفوذ إقليمي واسع في سوريا، ليبيا، وشرق المتوسط،
  • وهي عضو فعّال في تحالفات دولية كبرى، مما يجعل أي هجوم عليها مخاطرة إقليمية كبرى.

ويؤكد المقال أن التصعيد ضد تركيا لن يمر مرور الكرام كما حدث في قطر، بل قد يؤدي إلى تفجير مواجهة إقليمية واسعة، وفقدان إسرائيل لدعم غربي واسع النطاق، خاصة في ظل مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المناهضة لسياسات تل أبيب، ورفضه العلني للهجوم على قطر واعتباره “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.

التردد الإسرائيلي: الحسابات معقدة

من جانبها، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر مطلعة أن الجيش الإسرائيلي كان قد أجّل عملية استهداف مماثلة في تركيا قبل أسابيع، بسبب التعقيدات المرتبطة بعضوية أنقرة في الناتو، واختار تنفيذ الضربة في قطر كبديل “أقل حساسية”. لكن المصادر نفسها حذّرت من أن “الضغوط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل قد تدفع حكومة نتنياهو إلى خيارات أكثر جرأة”، رغم ما تحمله من مخاطر.

خلفية التوتر الإسرائيلي – التركي

تأتي هذه التطورات في ظل تدهور غير مسبوق في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة منذ أكتوبر 2023، حيث أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية في أغسطس 2025، كما تم تجميد الاتفاقات التجارية، احتجاجًا على ما وصفته أنقرة بـ “الإبادة الجماعية في غزة“، وهو تعبير استخدمه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في خطاباته الأخيرة.

وتكشف التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن حالة من القلق الداخلي العميق إزاء تداعيات أي تصعيد محتمل مع تركيا، خاصة في ظل تراجع صورة إسرائيل على الساحة الدولية، وتزايد الانتقادات لطريقة تعاملها مع ملفات الحرب والأمن. وفي الوقت الذي تسعى فيه تل أبيب لملاحقة حماس خارج حدود غزة، فإن فتح جبهة مع أنقرة قد يتحول من “خطوة أمنية” إلى أزمة إقليمية شاملة.

 

 

المصدر: هآرتس

 

فيسبوك

Advertisement