اخر الاخبار
تركيا تدخل سباق وسائل التواصل بـ”نيكست سوشيال”.. وأردوغان أول المبادرين

تركيا تطلق “نيكست سوشيال” في محاولة لكسر الهيمنة الرقمية الغربية
أطلقت تركيا منصة تواصل اجتماعي جديدة باسم “نيكست سوشيال”، بهدف تقديم بديل وطني للمنصات العالمية المهيمنة. وقد دشّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنصة بأول مشاركة له، معلنًا بذلك عن دعم حكومي واسع للمشروع الذي وصفه بأنه خطوة نحو تعزيز السيادة الرقمية.
ووفقًا لتقرير الجزيرة، شهدت المنصة، التي انطلقت تجريبيًا في أواخر يوليو، إقبالًا كبيرًا، حيث تجاوز عدد مستخدميها حاجز المليون في فترة وجيزة. وقد انضم إليها عدد من الوزراء والمسؤولين، ما يعكس طموحًا حكوميًا بتحويلها إلى منصة تواصل رئيسية في البلاد.
لماذا أُطلقت “نيكست سوشيال”؟
تأتي فكرة المنصة، التي تم تطويرها بشراكة بين القطاعين العام والخاص، في سياق سعي تركي لكسر ما يُطلق عليه “الهيمنة الرقمية الغربية”. وقد صرح سلجوق بيرقدار، رئيس مؤسسة التكنولوجيا التركية، بأن المنصة تهدف إلى:
- مكافحة المعلومات المضللة: حيث يرى المطورون أن المنصات الحالية لا تعرض المحتوى بشكل عادل، وتتحكم في تدفق المعلومات.
- الشفافية: تم تطوير المنصة بالاعتماد على كود مفتوح المصدر، رغم أن هناك انتقادات حول عدم نشر الشيفرة المعدلة للجمهور.
- الانتشار العالمي: تم اختيار اسمها باللغة الإنجليزية بهدف تسهيل انتشارها خارج حدود تركيا.
تحديات ومخاوف
على الرغم من الدعاية الحكومية، تواجه المنصة الجديدة عددًا من التحديات والمخاوف:
- المنافسة: يرى محللون أن “نيكست سوشيال” قد تنجح في استقطاب القاعدة الموالية للحكومة، لكنها ستجد صعوبة في جذب الشباب والمعارضة، ومن غير المرجح أن تنافس عمالقة التواصل العالمي.
- الرقابة: يخشى بعض النشطاء أن تكون المنصة الجديدة أداة لتعزيز المراقبة الحكومية على المجال الإعلامي الرقمي، خاصة مع وجود تاريخ من حجب منصات عالمية مثل يوتيوب وإكس وفيسبوك في تركيا.
- الشفافية: أثارت تقارير تقنية شكوكًا حول مدى أصالة المنصة، حيث اتضح أنها تعتمد جزئيًا على برمجيات “ماستدون” مفتوحة المصدر، مما يتعارض مع الصورة التي رُوّجت لها كمنصة محلية بالكامل.
تجارب مشابهة
تندرج مبادرة “نيكست سوشيال” ضمن توجه عالمي حيث يلجأ بعض القادة السياسيين إلى إنشاء شبكات اجتماعية خاصة بهم، مثل منصة “تروث سوشيال” التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أظهرت تجربة “تروث سوشيال” أن تأثير هذه المنصات غالبًا ما يكون محدودًا على قاعدة الناخبين الموالية، وتكافح في منافسة الشبكات العالمية الكبرى.
في الختام، تبقى “نيكست سوشيال” مشروعًا سياسيًا ورمزيًا أكثر من كونه منافسًا حقيقيًا لعمالقة التواصل، ونجاحها سيعتمد على قدرتها على كسب ثقة المستخدمين خارج الدوائر الرسمية.