السياحة في تركيا
تراجع السياحة الأجنبية في تركيا لأول مرة منذ جائحة كورونا

شهدت السياحة في تركيا تراجعًا مفاجئًا في شهر يوليو/تموز الماضي، وهو الانخفاض الأول من نوعه في هذا الشهر منذ خمس سنوات. هذه الأرقام أثارت مخاوف كبيرة بشأن قدرة القطاع على دعم الاقتصاد التركي، خاصة فيما يتعلق بميزان الحساب الجاري واحتياطيات النقد الأجنبي.
ووفقًا لبيانات رسمية، انخفض عدد السياح الأجانب بنسبة 5% على أساس سنوي، ليصل إلى نحو 7 ملايين زائر. يأتي هذا التراجع في وقت تعتمد فيه الحكومة التركية بشكل كبير على عائدات السياحة الصيفية لتقليص العجز الاقتصادي. وقد نبه محللون من غولدمان ساكس إلى أن أي تباطؤ في نمو السياحة قد يهدد التوقعات الاقتصادية للبلاد.
أسباب التراجع: قوة الليرة وارتفاع الأسعار
يبدو أن هناك عدة عوامل وراء هذا التراجع، أبرزها:
- قوة الليرة التركية: شهدت الليرة ارتفاعًا في قيمتها مؤخرًا، وهو ما قلل من جاذبية تركيا كوجهة سياحية رخيصة. في حين يرى البنك المركزي أن هذا الارتفاع هو نتيجة طبيعية لسياساته النقدية المتشددة لمكافحة التضخم، يرى البعض أن ذلك أضر بالصادرات وأصبح يثقل كاهل السكان المحليين والسياح على حد سواء.
- ارتفاع الأسعار في المنتجعات: أشار خبراء من داخل القطاع السياحي إلى أن الأسعار المبالغ فيها في المطاعم والمتاجر أصبحت تنفر السياح. فعلى سبيل المثال، انتقد مراد أقبال، رئيس إحدى الشركات السياحية، الأسعار الباهظة في المنتجعات مثل مرمريس، محذرًا من أن ذلك يضر بصورة تركيا بالكامل.
تحديات وأهداف مستقبلية
بينما تظهر البيانات تراجعًا في أعداد السياح الأجانب بنسبة 2.1% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، يظل وزير السياحة التركي متفائلاً. فقد أكد على أن هدف البلاد بتحقيق 64 مليار دولار من عائدات السياحة في عام 2025 لا يزال قائمًا، رغم كل التحديات.
هل ستتمكن تركيا من تجاوز هذه العقبات واستعادة بريقها السياحي؟ أم أن الأيام القادمة ستحمل مزيدًا من الضغوط على قطاعها الحيوي؟