دولي
ما هي قصة مشروع “إسرائيل الكبرى” ؟

في خروج إعلامي لافت، ابتعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن وسيلته المفضلة “القناة 14” وظهر على شاشة “i24” العبرية، مؤكدًا تمسكه برؤية “إسرائيل الكبرى” بوصفها مشروعًا تاريخيًا ودينيًا يتجاوز حدود السياسة المؤقتة، مجددًا بذلك خطابه الديني القومي الذي يتكئ على الأساطير التوراتية والتلمودية.
نتنياهو الذي قاد العدوان الدموي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، لم يكتفِ بالمبررات الأمنية، بل أضفى على جرائمه بعدًا “روحانيًا”، واصفًا حربه بأنها صراع “النور ضد الظلام”، ومشبهًا الفلسطينيين بـ”العماليق”، وهم في الأدب التلمودي قبائل قديمة يُصوَّر أنها حاولت إبادة اليهود، ليقدم نفسه بمثابة “المخلّص” الذي يؤدي مهمة تاريخية.
تصريحات نتنياهو تنسجم مع نظرة توراتية لإسرائيل الكبرى، التي تمتد -وفق سفر التكوين– من وادي العريش إلى نهر الفرات، وتشمل أراضي قبائل متعددة ذكرها النص الديني، وهو الخطاب نفسه الذي لم يكن بعيدًا عن توجهات مؤسسي الكيان، وفي مقدمتهم ديفيد بن غوريون، الذي برّر حرب السويس عام 1956 بأنها جزء من مشروع “إعادة مملكة داوود وسليمان” إلى حدودها التوراتية.
هذه التصريحات تؤكد استمرار المشروع الصهيوني في طابعه الاستعماري الإقصائي، وتكشف أن التهجير والضم ليسا مجرد “رد فعل مؤقت” بل جزء من عقيدة أيديولوجية متجذرة تسعى إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين تحت غطاء أسطوري ديني.
نتنياهو أيضاً صنّف نفسه أمس بأنه في “مهمة أجيال بالإنابة عن الشعب اليهودي”؛ مضيفاً: “عندما أرى أنني أنجزت كل ما علي إنجازه، وما زال لدي الكثير من المهام، فسأستمر”. وتطرق نتنياهو إلى جملة من القضايا؛ أبرزها الحرب على إيران، وإبادة غزة؛ وعن الأولى قال إن “المشروع النووي أُرجئ لسنوات طويلة؛ هذا ما يمكنني قوله”، موضحاً أن “الإيرانيين ليسوا في وضع يسمح لهم حالياً بالمضي قُدماً بما خططوا له. لديهم 400 كلغ من اليورانيوم المخصب، وكنا نعلم مسبقاً أن اليورانيوم لن يتضرر.. وفي العموم ذلك ليس شرطاً كافياً لإنتاج قنابل نووية”.