منوعات
جوجل تكشف عن خطأ قاتل… ضيّعت 35 ثانية كانت كفيلة بإنقاذ ملايين في زلزال تركيا!

اعترفت شركة “جوجل” الأميركية بفشل نظامها الخاص بالإنذار المبكر للزلازل في تقديم التحذيرات اللازمة خلال الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير/شباط 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة.
35 ثانية ضاعت… وملايين لم يتلقوا التحذير
وبحسب بيان رسمي صادر عن جوجل ونقلته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإن نظام التحذير الذي تطوره الشركة فشل في تنبيه نحو 10 ملايين مستخدم كان بإمكانهم الاستفادة من تحذير مبكر يصل إلى 35 ثانية قبل وصول الموجات الزلزالية، ضمن نطاق 158 كيلومترًا من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وتبعه زلزال آخر بنفس اليوم بلغت شدته 7.6 درجة.
تنبيهات محدودة.. وغالبية المستخدمين لم يتلقوا شيئًا
كشفت جوجل أن النظام أرسل فقط 469 تنبيهًا عالي المستوى تحت تصنيف “اتخذ إجراءً” خلال الزلزال الأولي، بينما تلقى نحو نصف مليون مستخدم إشعارات منخفضة المستوى لا تشير إلى خطر فعلي، بل تُعتبر إشعارات روتينية مخصصة للهزات الأرضية الخفيفة.
هذا الفشل جاء رغم تشغيل النظام خلال الزلزال، مما أثار تساؤلات حادة حول فعالية التقنية في الحالات الحرجة.
70% من الهواتف في تركيا تعمل بنظام أندرويد
تقرير من قناة NTV التركية أشار إلى أن نظام جوجل للإنذار يعتمد على هواتف أندرويد المجهزة بحساسات لرصد الموجات الزلزالية. وبما أن هذه الأجهزة تمثل أكثر من 70% من الهواتف الذكية في تركيا، فإن النظام كان من المفترض أن يشكل شبكة إنذار جماعية قوية، إلا أنه قلل من تقدير شدة الزلزال، ما أدى إلى إرسال تنبيهات غير كافية.
جوجل تَعِد بتحسين النظام
وقال متحدث باسم شركة جوجل:
“نواصل تطوير وتحسين نظام التحذير من الزلازل بناءً على ما نتعلمه من كل كارثة، بهدف تعزيز قدرته على رصد وتحذير المستخدمين بدقة في المستقبل.”
الزلازل تفضح محدودية التكنولوجيا
رغم ترويج جوجل سابقًا لأنظمتها الذكية بعبارات مثل “تعمل بكفاءة ودقة”، فإن هذا الحادث كشف عن محدودية هذه الأنظمة أمام الزلازل الكبرى، حيث يكون الفرق بين الحياة والموت أحيانًا مجرد ثوانٍ معدودة.
اقرأ المزيد: ناجي غورور يحذر من زلزال كبير: “المنطقة خطرة وتتطلب التدخل الفوري”
يُشار إلى أن النظام المصمم لرصد موجات الزلزال الأولية (P-waves) وتقديم تحذير قبل وصول الموجات الثانوية التدميرية (S-waves) يعتمد على مبدأ “التحرك أسرع من الزلزال”، لكنه لا يزال يعاني من تحديات تقنية في تحليل البيانات وتقدير الخطورة بدقة وسرعة كافية.
الحاجة إلى نظام أكثر فاعلية
الحادثة أعادت إلى الواجهة أهمية تطوير أنظمة إنذار زلزالية موثوقة، خاصة في الدول الواقعة على خطوط الصدع الزلزالي النشط مثل تركيا. ويطالب خبراء بأن يكون هناك تكامل بين الأجهزة المحلية (مثل الحساسات الأرضية) وتقنيات الهواتف الذكية لتشكيل شبكة إنذار أكثر كفاءة، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على نظام تجاري واحد.