تركيا الآن
فضيحة تجسّس تهزّ تركيا.. “مركز 16” يكشف مخططات روسية سرّية!

ترجمة وتحرير موقع تركيا اليوم
في تطور غير مسبوق، تم الكشف عن الهيكلية السرية لإحدى أهم وأخطر وحدات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، المعروفة باسم “الوحدة المركزية 16″، من خلال شارات تذكارية عُرضت للبيع على الإنترنت، في واحدة من أكبر الاختراقات الأمنية غير المقصودة في تاريخ الاستخبارات الروسية الحديثة.
التحقيق الذي أجرته مجموعة الأبحاث الفنلندية Check First، والمتخصصة في تحليل المصادر المفتوحة (OSINT)، كشف معلومات صادمة حول البنية التنظيمية والتوزيع الجغرافي لمراكز التجسس الروسية، مؤكدًا أن تركيا كانت أحد الأهداف المباشرة لهذه الوحدة فائقة السرية.
تحليل 200 شارة قاد إلى قلب شبكة التجسس
اعتمد الباحثون على صور لأكثر من 200 شارة حصلوا عليها من منتديات لهواة جمع الشارات، ومنصات بيع إلكترونية ومواقع تصنيع رسمية، ليتمكنوا من تحديد عشر مديريات مختلفة تابعة للمركز 16، ومواقع ما لا يقل عن عشرة مرافق تنصت إلكتروني واستطلاع إشاري داخل روسيا.
تركيا على رادار التجسس الروسي
وفقًا للبيانات، تقوم الوحدة 03110، المتمركزة بالقرب من سوتشي، بمراقبة الاتصالات في القوقاز والشرق الأوسط، فيما تتولى الوحدة 83521 في كالينينغراد مهام التنصت على الاتصالات العسكرية والدبلوماسية داخل أوروبا ومتابعة نشاطات الناتو.
ويكشف التمركز الجغرافي لهذه الوحدات أن تركيا تخضع لرقابة مباشرة ضمن مهام هذه الوحدات، ما يضع الملف الأمني الرقمي التركي في بؤرة صراع التجسس المتعدد الأطراف في المنطقة.
وثائق مزورة وقواعد في البرازيل
من أبرز ما توصل إليه التحقيق أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي استخدم البرازيل كنقطة انطلاق لإنشاء هويات مزورة لعملائه حول العالم. وتم توثيق وجود تسعة عملاء على الأقل عملوا من البرازيل بهويات وهمية، بينهم سيرجي تشيركاسوف، الذي تم اعتقاله وإدانته، في حين لا يزال آخرون فارين أو تم تبادلهم لاحقًا في صفقات سرية.
أكثر من 566 موظفًا في شبكة التجسس
بحسب التقرير، فإن التقديرات تشير إلى أن المركز 16 يوظف ما لا يقل عن 566 عميلًا واختصاصيًا، يعملون في وحدات تنصت، تشفير، ومتابعة إشارات الاتصالات، بعضهم متمركز في قواعد عسكرية إلكترونية استراتيجية.
مراقبة إلكترونية عابرة للحدود.. وفضيحة تكشف نقاط ضعف قاتلة
تُعد عملية الكشف هذه ضربة كبيرة للسرية الاستخباراتية الروسية، إذ إن مجرد بيع شارات عبر الإنترنت قاد إلى كشف بنية معقدة ووحدات تعمل على مستوى عالمي.
ويحذر خبراء في الأمن السيبراني من أن الحادث يكشف ثغرات خطيرة في ضبط الوثائق والرموز داخل الأجهزة الاستخباراتية الروسية، كما أنه يمنح خصوم موسكو، وعلى رأسهم دول الناتو، خريطة أولية للبنية الاستخبارية الروسية وتوزيعها الجغرافي.
ماذا بعد؟
مع وجود تركيا على قائمة المراقبة الروسية بحسب التحقيق، يتوقع أن يعاد النظر في سياسات الحماية الإلكترونية في أنقرة، إضافة إلى تصعيد محتمل على مستوى التعاون الأمني بين تركيا والدول الغربية لمواجهة الاختراقات الروسية عبر الفضاء الإلكتروني.