اخر الاخبار
سوريا تعلن وقف إطلاق النار الشامل

أعلنت الرئاسة السورية، مساء أمس الجمعة، وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار في محافظة السويداء، جنوب البلاد، وذلك بعد اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وقبائل بدوية أودت بحياة ما لا يقل عن 321 شخصاً وأصابت المئات خلال يومين فقط.
وجاء في بيان رسمي نشرته الحكومة السورية:
“نعلن وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار لحماية وحدة الأراضي السورية وأمن شعبها ووقف إراقة الدماء. وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف الصراع المسلح على الفور”.
انتشار أمني وتحذير من خرق الاتفاق
أكد البيان أن قوات الأمن بدأت بالانتشار في مناطق التوتر لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وضمان حماية المدنيين، مشدداً على أن أي خرق للهدنة سيُعد “اعتداءً على السيادة الوطنية”، وسيتم التعامل معه “بصرامة وفق الأطر الدستورية والقانونية”.
من جانبه، عبّر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، عن دعمه للهدنة، داعياً إلى “صوت العقل والحكمة”، ومؤكداً تواصل القيادات الروحية مع كافة الأطراف لإنهاء النزاع.
تدخل إقليمي وتنسيق دولي
تزامناً مع إعلان دمشق، أعلن توم باراك، السفير الأمريكي لدى تركيا والممثل الخاص للملف السوري، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، بوساطة كل من تركيا والأردن ودول الجوار، داعياً إلى تسوية شاملة وبناء “سوريا جديدة وموحدة”.
إسرائيل والملف الدرزي
وقد أثارت التقارير عن دعم عسكري وسياسي إسرائيلي لمجموعات درزية في السويداء جدلاً واسعاً، وسط تساؤلات حول خلفية التدخل. وبحسب محللين، يأتي هذا الدعم في ظل علاقة تاريخية بين الدروز في المنطقة وإسرائيل، تعود إلى ما قبل قيام الدولة العبرية عام 1948، حيث يخدم آلاف الدروز في الجيش الإسرائيلي حتى اليوم.
غير أن الانقسام الداخلي بدا واضحاً في المواقف؛ ففي حين عبّر الشيخ يوسف الجربوع عن رفضه القاطع لأي تدخل خارجي، دعا الهجري علناً إلى “دعم من إسرائيل والولايات المتحدة لحماية أبناء الطائفة”.
سياق الاشتباكات وأسبابها
انطلقت الاشتباكات يوم 13 يوليو/تموز بعد استيلاء مجموعات درزية على مركبات تابعة لعشائر بدوية، ما فجر مواجهات مسلحة سريعة التصاعد في الريف الغربي لمحافظة السويداء. واعترضت ميليشيات مسلحة صباح اليوم السبت قافلة أمنية متجهة إلى المحافظة، ما اضطرها للانسحاب نحو محافظة درعا المجاورة.
ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يبقى الوضع في السويداء حذراً، في انتظار مدى التزام الأطراف بالهدنة، وسط مطالبات دولية ومحلية بضمان سلامة المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل.