اخر الاخبار
أردوغان يعلن: نهاية الإرهاب في تركيا وبدء “القرن التركي”.. تفاصيل الخطاب التاريخي

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابًا وصفه بـ”التاريخي”، عقب الإعلان عن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن “صفحة جديدة قد فُتحت في تاريخ تركيا”، ومعلنًا أن “أبواب القرن التركي القوي قد انفتحت على مصراعيها”.
جاء الخطاب في الاجتماع التشاوري والتقييمي الثاني والثلاثين لحزب العدالة والتنمية، المنعقد في معسكر الحزب “كيزيلجاهامام”، بحضور كبار مسؤولي الحزب ونواب البرلمان وأعضاء فرعي المرأة والشباب.
نهاية الإرهاب بعد 41 عامًا
قال أردوغان إن “آفة الإرهاب التي استمرت 47 عامًا بدأت نهايتها”، مشيرًا إلى أن الهجوم الأول لحزب العمال الكردستاني وقع عام 1984 في ولايتي سيرت وهكّاري، وخلف آلاف الشهداء والضحايا، وقرابة تريليوني دولار من الخسائر الاقتصادية.
وأوضح أن جهود مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة، بالتنسيق مع قوات الأمن وبدعم من العمليات العسكرية في العراق وسوريا، أفضت إلى قرار التنظيم الإرهابي بحل نفسه وإلقاء سلاحه، مؤكدًا أن “العملية تمت بدقة عالية”، وأن مراسم الإلقاء الرسمي للسلاح جرت أمس.
مشروع “تركيا خالية من الإرهاب” ليس صفقة
شدد أردوغان على أن مشروع “تركيا خالية من الإرهاب” لم يكن نتيجة “عملية أخذ وعطاء”، وإنما جاء نتيجة كفاح طويل، وتابع: “لن نسمح أبدًا بانتهاك شرف دولتنا أو كرامتها”.
كما نفى الشكوك حول شريكه في التحالف، زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، قائلًا:
“ليس من حق أحد أن يشكك في وطنيته أو في قوميّتي أو قومية رفاقي. نحن نعمل من أجل مصلحة تركيا فقط”.
الإرهاب كان سوقًا للمنتفعين
اتهم الرئيس أردوغان جهات لم يُسمّها بالاستفادة من استمرار الإرهاب، قائلاً إن هناك “من حزنوا لانتهائه، لأنهم كانوا يتربحون منه، وسيصبحون عاطلين عن العمل الآن”، وأضاف:
“مع زوال الإرهاب، ينتهي استغلاله، وستُكشف الوجوه التي طالما تظاهرت بالوطنية”.
نحو حل برلماني شامل
أردوغان أعلن تشكيل لجنة في البرلمان التركي لمناقشة المتطلبات القانونية لمواصلة العملية، مؤكدًا استمرار التنسيق مع حزب الديمقراطية الحرة، الذي اجتمع وفده بالفعل مع رئيس البرلمان، كما عقد لقاءات مع برفين بولدان والراحل سري ثريا أوندر.
اقرأ المزيد: لماذا أُحرقت أسلحة حزب العمال الكردستاني بدلًا من دفنها؟ إليكم المعنى الرمزي
وقال:
“بصفتنا تحالف الشعب، سنُواصل هذه المسيرة بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الديمقراطية”.
دعم خارجي من الأكراد في العراق وسوريا
أشار أردوغان إلى أن التطورات لقيت ترحيبًا في كردستان العراق، وأكد أن “إخوتنا الأكراد في سوريا والعراق سعداء بما تحقق، ونأمل أن يعيشوا في سلام”، معتبرًا أن قضاياهم “هي قضيتنا أيضًا”.
دروس من التاريخ وتحالفات عابرة للطوائف
استحضر الرئيس التركي دروس التاريخ قائلاً:
“كلما افترق الأتراك والأكراد والعرب، هُزمنا، وكلما تحالفنا، صنعنا التاريخ”، في إشارة إلى معارك ملاذكرد، وحرب الاستقلال، وتحالف القدس.
وأضاف:
“اليوم، تُعاد كتابة هذه الروح، ونبدأ فصلًا جديدًا قائمًا على الأخوة، لا السلاح. سنتحدث، ونتحاور، ونحل مشكلاتنا معًا”.
رسائل إنسانية: من سربرينيتسا إلى غزة
لم يغب البعد الإنساني عن خطاب أردوغان، حيث ترحم على شهداء تركيا، وأعرب عن حزنه لفقد ييغيت بولوت، مستشاره الراحل، ووجه التحية لأسر الشهداء والمحاربين القدامى.
كما استذكر إبادة سربرينيتسا في ذكراها الثلاثين، مؤكّدًا تضامن تركيا مع شعب البوسنة، ووجّه تحية خاصة إلى “شعب غزة المظلوم، الذي يتعرض للإبادة الجماعية أمام أنظار العالم منذ 22 شهرًا”.
ختامًا.. “لن نُفرط بدماء الشهداء”
في ختام كلمته، تعهد أردوغان بمواصلة العملية بحزم ومسؤولية، قائلاً:
“سنراقب عودة الأسلحة بدقة. لا أحد يملك الحق في انتهاك ذكرى الشهداء. تضحياتهم تُتوّج اليوم بنهاية الإرهاب”.
وأكد أن المرحلة المقبلة ستُكرّس للتنمية، وبناء القرن التركي، قائلًا:
“مع نهاية الإرهاب، سنكون أقوى من أي وقت مضى. الأتراك، الأكراد، والعرب… جميعهم أكثر أمنًا اليوم مما كانوا عليه بالأمس”.
المصدر: تركيا الآن