اخر الاخبار
لماذا أُحرقت أسلحة حزب العمال الكردستاني بدلًا من دفنها؟ إليكم المعنى الرمزي

ترجمة وتحرير موقع تركيا اليوم
في مشهد يحمل رمزية عميقة وتاريخية، بدأت تركيا تنفيذ أولى خطوات مشروع “تركيا خالية من الإرهاب”، مع إعلان أول مجموعة من عناصر حزب العمال الكردستاني إلقاء سلاحها وتدميره بالحرق، في فعالية نظمت في منطقة دوكان التابعة للسليمانية في شمال العراق.
هذه الخطوة التي أُطلق عليها “ذوبان الحديد” لم تكن مجرد عملية ميدانية، بل حملت معاني سياسية، وإنسانية، وتاريخية، ترمز إلى نهاية حقبة مريرة استمرت نحو نصف قرن من العنف والصراع.
لماذا أُحرقت الأسلحة ولم تُدفن؟
وفق ما أوضحه إدريس أريكان، مدير أخبار CNN TÜRK، فإن اختيار الحرق بدلاً من الدفن ليس تفصيلًا شكليًا، بل:
“يمثل لعنة الذاكرة، أي إزالة أثر الألم من ذاكرة المكان والناس. حرق السلاح رمز لحذف صفحة الماضي بكل ما فيها من دمار، لا تركها كامنة تحت الأرض وكأنها قابلة للعودة”.
اقرأ المزيد: أول تصريح للرئيس أردوغان بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه
هو فعل رمزي يُشبَّه بـ:
-
كسر السيوف بعد معارك قديمة،
-
صهر الحديد في الحضارات كعلامة نهاية الحروب،
-
وإدانة لتاريخ مليء بالدماء والخسائر.
“إحراق السلاح هنا يعني تطهير الذاكرة الجماعية من مرارات الحرب، لا مجرد التخلص من سلاح”، بحسب أريكان.
نقطة تحوّل في ملف الإرهاب
بدأت هذه المرحلة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني، المدرج على لوائح الإرهاب في تركيا والعديد من الدول، حلّ نفسه. وتمثلت أولى الخطوات الفعلية في:
-
اجتماع 30 من عناصره، بينهم 15 امرأة،
-
خروجهم من كهف “كاسيني” الرمزي،
-
وإلقاء أسلحتهم في مرجل كبير مشتعِل أمام حضور رسمي وإعلامي تركي وعراقي ودولي.
الكهف الذي تم الخروج منه يحمل رمزية هو الآخر، حيث ارتبط تاريخيًا بالمقاومة ضد الاستعمار البريطاني في الحقبة العثمانية، مما أضفى بعدًا وطنيًا على المشهد.