تركيا الآن
رواية صحفي تركي تكشف مفاجآت عن شجار مرمراي في إسطنبول

قال الصحفي التركي فؤاد كوزلوكلو، الذي قام بنشر مقاطع الفيديو المتعلقة بحادثة الاعتداء داخل قطار مرمراي، إنه كان شاهدًا مباشرًا على ما حدث، وكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بما جرى قبل بداية الشجار، مشيرًا إلى أنه شعر بواجب إنساني لنقل ما شاهده.
وأوضح كوزلوكلو في إفادته:
“أود أن أشارك شهادتي الشخصية حول الحادثة التي وقعت أمامي وتحولت إلى شجار بالأيدي، أثناء سفري في مرمراي بعد ظهر يوم أمس، وذلك كدين أخلاقي. لم أكن أعتقد أن الموضوع سيصل إلى هذا الحد من الهجوم والجدل.
المسألة ليست كما ظهرت في المشاهد فقط، لقد بدأت التصوير عندما بدأ الشجار يتصاعد، من منطلق رد فعل صحفي، لكن من الضروري أن أروي ما حدث قبل ذلك.
الرجل الذي استقل عربة مرمراي مع طفليه، على الأرجح من محطة إرينكوي أو بستانجي، توجّه إلى شابة كانت تقف بجانب الباب وتتحدث على الهاتف، وقال لها: “لماذا تقفين هنا؟ أحاول الدخول مع أطفالي، وقد واجهوا صعوبة. ماذا لو تعثروا أو انحشروا وسقطوا؟”
فردّت الفتاة قائلة “عذرًا”، واعتذرت. مع أن الدخول من وسط باب العربة كان ممكنًا بسهولة. وأظن أن كاميرات الأمن داخل العربة قد سجلت ذلك. كوني أستخدم المواصلات العامة بشكل متكرر، أرى كثيرًا من الناس يقفون على جانبي الباب. البعض لا يدخل إلى عمق العربة لأنه سينزل بعد محطتين، والبعض لا يريد الاختلاط بالزحام، أو يقوم بتصوير الخارج والتقاط الصور. لكن في هذه الحادثة، لم يكن هناك ازدحام يمنع الرجل وأطفاله من الدخول.
الرجل الذي كُسِر أنفه استمر في التذمر بعد أن دخل العربة وأُغلِقت الأبواب. واستمر ذلك لعدة دقائق، ربما خمس أو ست دقائق… وبدأت الفتاة الواقفة عند الباب بالبكاء. وعندها تدخّل الركاب وقالوا للرجل: “يكفي، اصمت، انتهِ من الموضوع”. ولكن الرجل الذي كان ممسكًا بأيدي أطفاله لم يصمت، واستمر في التذمر. الشخصان اللذان أصبحا في وضعية المشتكين الآن، اقتربا من الرجل المتذمر بسبب بكاء الفتاة، وقالا له: “يكفي يا أخي، لماذا تكبّر الموضوع؟” وعندها بدأت التصوير بهاتفي المحمول.
الشخص الذي تم توقيفه، قال للرجل الأب حين اقتربت العربة من المحطة: “انزل إلى الخارج”، ثم وجه له لكمة، ونزل من العربة. وتحرك قطار مرمراي.
الشخص الآخر اقترب من الرجل الذي كُسِر أنفه، وهو يتحدث بتذمر، ودفعه. ونزل الطرفان في محطة سورَيّا بلاجي. وكان الدم يتدفق بغزارة من أنف الرجل. الجميع أصيب بالدهشة. وركض عناصر الأمن الخاص في مرمراي إلى المكان. الرجل الذي كُسِر أنفه صرخ قائلاً إنه سيشتكي على الشاب ذي القميص الأزرق الذي اعتدى عليه لفظيًا وجسديًا.
بعد ذلك، لاحق الرجل الشاب الذي كان يتحدث مع صديقته ووجه له لكمة. ثم تحرك مرمراي.
هذه هي شهادتي.
أتمنى أن تنتهي هذه الحادثة المؤسفة، التي ارتكب فيها الطرفان أخطاءً نتيجة استسلامهم لغضبهم، دون أن تتصاعد إلى مستويات أخرى. وبما أنني أستخدم المواصلات العامة يوميًا، يمكنني القول إن لدينا مشكلة حقيقية في السيطرة على الغضب.“
المصدر: تركيا الآن