اخر الاخبار
هل تتخلى تركيا عن النظام الرئاسي؟

زعم الصحفي التركي البارز، إسماعيل كوتشوك كايا، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يجري استعدادات لتطبيق نظام سياسي جديد يهدف إلى تجاوز المشاكل التي يواجهها النظام الرئاسي الحالي، وعلى وجه الخصوص، التحديات الناجمة عن قاعدة الـ “50+1” الانتخابية اللازمة للفوز بالرئاسة من الجولة الأولى.
وخلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، أوضح كوتشوك كايا أن قيادات رفيعة المستوى في الحزب الحاكم تبحث عن آليات جديدة لتجاوز الصعوبات التي تفرضها قاعدة الحصول على أكثر من 50% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. وأشار إلى أن هذه القاعدة أصبحت تمثل “عقدة” للحزب.
وأضاف كوتشوك كايا أن هناك محاولات من بعض الأطراف حاليًا للتقليل من شأن هذه التوجهات ونفي وجود أي نية لتغيير النظام. ومع ذلك، أكد أنه تلقى معلومات من مصادر متعددة وموثوقة داخل حزب العدالة والتنمية تفيد بأن الحزب بات على دراية بهذه المعضلة الانتخابية، وأن هناك دراسات جارية لبحث نظام جديد يوصف بأنه “أشبه بنظام شبه رئاسي”. ويهدف هذا النظام المقترح إلى إنهاء شرط الحصول على “50+1” في الجولة الأولى، وبالتالي التغلب على العقبات السياسية التي تنجم عن هذه القاعدة.
نبذة عن نظام الحكم الحالي في تركيا:
تتبنى تركيا نظام حكم رئاسي تنفيذي منذ عام 2018، وذلك بعد سلسلة من التعديلات الدستورية التي جرى الاستفتاء عليها في عام 2017. وبموجب هذا النظام، يُنتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي المباشر لولاية مدتها خمس سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية فقط.
يتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة تشمل رئاسة السلطة التنفيذية، وتعيين الوزراء وإقالتهم، وإصدار المراسيم الرئاسية (التي لها قوة القانون في بعض الحالات)، وتعيين كبار المسؤولين في الدولة. كما يمثل الرئيس الدولة في الداخل والخارج.
أُلغي منصب رئيس الوزراء بموجب التعديلات الدستورية، وأصبحت السلطة التنفيذية مركزة بشكل كبير في يد الرئيس. أما السلطة التشريعية، فيمثلها البرلمان التركي (الجمعية الوطنية الكبرى)، الذي ينتخب بالاقتراع العام ويقوم بسن القوانين ومراقبة عمل الحكومة.
تعتبر قاعدة “50+1” من أبرز سمات النظام الرئاسي الحالي في تركيا. وتنص على أنه للفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، يجب على المرشح الحصول على أكثر من 50% من أصوات الناخبين الصحيحة. وفي حال لم يتمكن أي مرشح من تحقيق هذه النسبة في الجولة الأولى، يتم إجراء جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبتين من الأصوات في الجولة الأولى، ويفوز في هذه الحالة المرشح الذي يحصل على أعلى عدد من الأصوات، بغض النظر عن النسبة المئوية. هذه القاعدة هي التي يشير إليها الصحفي كوتشوك كايا بأن حزب العدالة والتنمية يسعى لإيجاد حلول لتجاوز التحديات التي تفرضها.