تركيا الآن
مشهد من فيلم أكشن حقيقي ينقذ طبيبة من ضياع موعد التأشيرة الأمريكية في إسطنبول
شهدت شوارع إسطنبول المزدحمة مؤخراً مشهداً غير مألوف، ذكّر المارة بأفلام الحركة السريعة، حيث كانت طبيبة شابة في سباق مع الزمن للحاق بفرصة مصيرية. كانت الطبيبة قد تأخرت بشكل كبير عن موعدها الحاسم لتقديم طلب التأشيرة الأمريكية في القنصلية، وذلك بسبب ازدحام المرور الخانق الذي شلّ حركة السير تماماً في شوارع المدينة المكتظة.
ومع اقتراب الدقائق الأخيرة للموعد، وحالة اليأس تسيطر على الطبيبة ووالدها، اتخذ الأب قراراً جريئاً وغير تقليدي. فقد أوقف الأب سائق دراجة نارية عابراً وسط الزحام، وهو عثمان يافوز، وتوسل إليه أن ينقذ ابنته من ضياع حلمها.
في البداية، تفاجأ يافوز بالطلب العاجل والغريب في آن واحد، لكنه لم يتردد طويلاً أمام قلق الأب وهدف الطبيبة. أشار يافوز إلى الطبيبة المذعورة بترك السيارة واللحاق به. كانت الساعة تشير إلى أن لديها 25 دقيقة فقط للوصول إلى القنصلية الأمريكية.
“استرخِ، سأتولى الأمر”
استقلت الطبيبة الدراجة النارية، وبدأت رحلة أشبه ما تكون بمطاردة في فيلم أكشن. قال لها يافوز مطمئناً، بينما كان يشق طريقه بمهارة فائقة بين السيارات المتوقفة: “احملي حقيبتكِ جيداً واسترخي تماماً. سأتولى أمر الطريق. فقط أريني المكان بالضبط ولا تتوتري”.
وبفضل مهارة عثمان يافوز في قيادة الدراجات النارية في الظروف الصعبة، وبحركة تخطت حدود المألوف في شوارع إسطنبول، تمكن من إيصال الطبيبة إلى بوابة القنصلية الأمريكية في اللحظة المناسبة تماماً.
عندما توقف يافوز، شكرته الطبيبة المذعورة بانفعال شديد قائلة: “لقد ذعرتُ كثيراً، أنا آسفة جداً على الإزعاج”. أنهى يافوز مهمته الإنسانية بنجاح، مودعاً إياها بكلمات داعمة: “أخبرتك أنني سأوصلك، وها نحن هنا. أتمنى أن تتمكني من الحصول على التأشيرة. اعتنِ بنفسك”.
لم يمر هذا العمل الإنساني والبطولي مرور الكرام. فقد حظيت القصة باهتمام هائل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الآلاف بتصرف عثمان يافوز الذي جسد روح المساعدة والشهامة، وحوّل موقفاً محفوفاً بالإحباط إلى قصة نجاح ملهمة.
