Connect with us

عربي

اعتذار نتنياهو لقطر

Published

on

اعتذار نتنياهو لقطر

حمل اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني –بمبادرة مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب– أهمية استثنائية على مستوى التوقيت والدلالات، إذ اعتُبر خطوة نادرة في تاريخ العلاقات المتوترة بين تل أبيب والدول العربية.

وبحسب مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض، فقد بادر ترامب، فور وصول نتنياهو إلى واشنطن، بالاتصال برئيس الوزراء القطري، وخلال الاتصال الثالث بين الطرفين قدم نتنياهو “اعتذارا إسرائيليا نادرا”، بعد أن اشترطت الدوحة هذه الخطوة لمواصلة دورها كوسيط رئيسي في مفاوضات وقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى.

خلفية الاعتذار

جاء الاعتذار على خلفية العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، حين قصفت طائرات إسرائيلية مقرًا كان يضم وفدًا من حركة حماس لمناقشة مقترح أميركي لإنهاء الحرب، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين، إضافة إلى رجل أمن قطري. قطر وصفت الهجوم حينها بأنه “عدوان غادر وإرهاب دولة” يستهدف مبدأ الوساطة بحد ذاته، وتعهدت باتخاذ كل الإجراءات لحماية سيادتها.

دلالات وتوقيت

مدير مكتب الجزيرة في رام الله، وليد العمري، اعتبر أن نتنياهو قدّم الاعتذار مجبراً لا طوعاً، خاصة بعدما أدرك أنه أصبح منبوذاً في الأمم المتحدة، ولأن قطر ربطت عودتها للوساطة بتقديم الاعتذار والتعهد بعدم تكرار الهجوم. وأوضح أن الخطوة تذكّر باعتذار نتنياهو لتركيا عام 2013 بعد الهجوم على سفينة “مافي مرمرة”، لكنها تحمل أهمية أكبر بسبب دور قطر النشط والمباشر في الوساطة الحالية.

وأشار العمري إلى أن الاعتذار، الذي جاء بعد 20 يوماً من الهجوم، يتضمن التزاماً إسرائيلياً بعدم استهداف قطر مجدداً، ما يعكس بداية تجاوب نتنياهو مع البنود التي طرحها ترامب في خطته لوقف الحرب وما بعدها.

حدث استثنائي في تاريخ نتنياهو

يُعد هذا الاعتذار الثالث في مسيرة نتنياهو السياسية؛ إذ سبق أن اعتذر للملك الأردني الراحل حسين بن طلال بعد محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان، واعتذر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية الهجوم على “مافي مرمرة”. غير أن اعتذاره لقطر يوصف بـ”الاستثنائي” لأنه جاء في خضم حرب غزة، ويُتوقع أن يمهّد لعودة الوساطة القطرية التي لا يمكن لواشنطن الاستغناء عنها، بينما كان نتنياهو يسعى لإنهائها تحت ضغط سياسي داخلي.

وبهذا، لا يمثل الاعتذار الإسرائيلي مجرد اعتراف بخطأ استراتيجي وصفه خبراء بأنه “خطأ تاريخي”، بل مؤشرًا على تحولات محتملة في مسار الحرب على غزة وفي موازين التفاوض الإقليمي.

Continue Reading
Advertisement

فيسبوك

Advertisement