سوريا اليوم
حارس أمن سعودي يبدع بالرسم: أوقفت عن عملي لهذا السبب!
متقوقع في عالم الرسم زاهداً مع فرشاته ودفاتره الزاهية بما تجود يداه من جمال فني خلاب، مستغلاً ثواني راحته وقتما يعمل كحارس أمن حتى يَحيَى مع رسمة جديدة.. الرسام السعودي ياسر الجفري لاقى تفاعل وإعجاب المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وثقه فيديو التقطه زائر وهو يمارس هوايته بموقع عمله.
يقف في أحد الأسواق التجارية بمدينة جدة، وخلف زيّه الأحمر والأبيض قصة رسام يبلغ من العمر 52 فنّاً. وفي حواره مع “العربية.نت” قال إن الفيديو المتناقل، وهو يرسم سبب استبعاده من موقعه وإيقافه لفترة، ثم نُقل إلى صيدلية مع منعه من الرسم أثناء العمل.
كما يحتضن دفتره البني رسومات بهية، وهو واحد من عشرات دفاتر الرسم التي يملكها، ويجابه به بؤس العالم وقساوته ويحيي ذكرى الفنانين العالميين الذين صعدوا بالفن إلى مناطق السحر والفتنة رغم افتقارهم لتقدير بعض أفراد المجتمع.
يؤمن الفنان السعودي بأن الرسام الحقيقي يمكن أن يرسم كل ما يحتوي على قيمة جمالية، ولذا مواضيع رسوماته متنوعة بين البورتريه، والسيارات الكلاسيكية، والشخصيات السينمائية والطبيعة الصامتة.
الفن طوق نجاة الجفري من مخالب الحياة، بعدما عمل بالقطاع المصرفي والعلاقات الدولية والأسهم المحلية، إلى أن حلت الأزمة الاقتصادية عام 2008م، وعلى إثرها خسر وظيفته وتشبث بموهبته الرصينة، ليكون أول رسام سعودي نزل للشارع وأقام عروضا مباشرة، كما يمكنه رسم أي شخصية أمامه خلال نصف ساعة وأقل.
ومع متطلبات العيش التجأ الرسام السعودي إلى العمل كحارس أمن، وشرح: “لا يوجد حتى الآن وزارة أو هيئة معتمدة تدعم الرسامين بشكل دائم، وعملي هذا لتغطية احتياجات أسرتي حتى أعثر على وظيفة أفضل”.
وذكر أنه بدأ في الرسم وهو بالسادسة من عمره، إذ كان يقلد قصة مصورة لسوبر مان أحضرها والده من بريطانيا، وبحسب ما يذكر فإنه منذ 45 عاما وهو يرسم كونه يرى الفن هو الحياة ومنهجا يجعل لها معنى، ويقول أيضاً إن الفن ساعده بتربية أبنائه، فمعظمهم من متذوقي الرسم التشكيلي، فيما زوجته رسامة وتدرس الفن التشكيلي للأطفال.
