الاقتصاد التركي
أزمة الدولار المزيف تضرب من جديد في تركيا… وفئة الـ50 محور التحذيرات
عادت أزمة الدولار المزيف التي شهدتها الأسواق التركية أواخر عام 2024 إلى الظهور مجدداً، وسط تحذيرات من انتشار أوراق نقدية مزوّرة، خصوصاً من فئة 50 دولاراً، في عدد من الأسواق والمتاجر. وتأتي هذه التطورات بعد عام واحد من أزمة مماثلة أدت حينها إلى توقف مكاتب الصرافة عن شراء بعض العملات الأجنبية، ودفعت النيابة العامة لفتح تحقيق واسع.
عودة “الدولارات البيضاء”
وكانت الأزمة السابقة قد اندلعت في نوفمبر 2024 عندما اكتُشفت أوراق نقدية مزيفة من فئتي 50 و100 دولار، وصفها التجار بـ”الدولارات البيضاء”، إذ تمكنت تلك النسخ من المرور عبر آلات عدّ النقود دون أن يتم كشفها.
وأفاد عدد من التجار في السوق الكبير بأن نقصاً قد ظهر في العملات الأصلية في ذلك الوقت نتيجة انتشار النسخ المزيفة، الأمر الذي دفع كثيراً من المحال التجارية ومكاتب الصرافة إلى تعليق عمليات الشراء مؤقتاً.
تحذيرات وملصقات على واجهات المحال
وبعد تلك الأزمة، علّق أصحاب المتاجر ملصقات تحذيرية على واجهات محالهم تُظهر صوراً لفئتي 50 و100 دولار مع تنبيه واضح بعدم قبول هذه الفئات “حتى يتحسن الوضع”، في مشهد يعكس حجم القلق الذي خلّفته الحادثة.
واليوم، وبعد مرور عام، تؤكد تقارير محلية – أبرزها عبر قناة TGRT Haber TV – أن الأزمة عادت مجدداً، مع تداول أوراق مزورة يصفها التجار بأنها أكثر تطوراً من السابقة، لدرجة أنها قد تمرّ عبر الأجهزة المخصّصة لكشف التزييف.
“تمر عبر آلات العدّ”… السوق في حالة تأهب
وأشار عدد من أصحاب المحال إلى أن هذه النسخ الجديدة من الدولار المزوّر “لا يتم كشفها بسهولة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، بل وحتى آلات العدّ قد لا تميزها”، وهو ما يعمّق المخاوف في السوق.
خبير يكشف طرق التعرّف على الدولار المزوّر
وفي هذا السياق، قدّم خبير سوق الصرف والذهب فيدات أولغون مجموعة من المؤشرات التي تساعد في كشف الأوراق المزيفة، مشيراً إلى أن:
-
الزاوية العلوية اليمنى في الورقة المزوّرة تشعر أنها أكثر بروزاً أو خشونة بشكل غير طبيعي.
-
خيوط الورقة (“الشعر”) في النسخ المزيفة تبدو فوضوية وغير منتظمة.
-
بالنسبة لفئة 50 دولاراً المزوّرة، فإن لون ظهر الورقة يميل إلى الوردي الفاتح بدلاً من اللون المعتاد.
-
يمكن ملاحظة اختلاف جودة الطباعة والورق عند مقارنتها بالعملة الأصلية.
وأكد أولغون أن العملات المزورة أصبحت عالية الدقة مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يستدعي التدقيق اليدوي وليس الاعتماد الكامل على الأجهزة.
هل توقفت عمليات شراء الدولار؟
وعن حالة السوق الحالية، نفى الخبير وجود توقف كامل في عمليات شراء الدولار، موضحاً أن المشكلة تتركز في الدولارات القديمة التي ترفض بعض البنوك شراءها، مما يجعلها تتكدس لدى التجار ويُعاد بيعها بأسعار أقل.
وأضاف: “بعض أصحاب المتاجر لا يرغبون في شراء هذه الفئات لتجنب الوقوع في فخ العملات المزيفة، أما من يقبل على شرائها فيفضل دفع سعر أقل من سعر السوق”.
