تركيا الآن
مأساة في إسطنبول: وفاة أم وطفليها بعد تسمم غذائي… وخبير يحذّر من مخاطر التلوث
شهدت منطقة أورتاكوي في إسطنبول حادثة مأساوية بعد تسمم عائلة مكوّنة من أربعة أفراد جاءت من ألمانيا لقضاء عطلتها، إثر تناولهم بطاطا مشوية وبلح البحر من إحدى نقاط البيع في المنطقة. وأسفرت الحادثة عن وفاة الأم وطفليها، فيما نُقل الأب إلى المستشفى ووُضع على جهاز التنفس الاصطناعي.
وأعادت هذه الفاجعة ملف سلامة الغذاء إلى الواجهة، وسط تحذيرات متجددة من الخبراء بشأن مخاطر التلوث الغذائي وضرورة الالتزام الصارم بقواعد النظافة، سواء خلال البيع أو التحضير أو الطهي.
أعراض التسمم قد تظهر خلال دقائق
البروفيسور الدكتور فيدات غورال، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مجموعة ميديبول الصحية، أكد أن أعراض التسمم الناتجة عن تلوث الأطعمة بالبكتيريا قد تظهر خلال 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات فقط من تناول الطعام، وتشمل:
الغثيان
القيء
الإسهال
آلام البطن
وأشار إلى أن الخطر يزداد عند تناول منتجات شديدة الحساسية للتلوث مثل بلح البحر والأطعمة المحتوية على المايونيز، حيث يمكن أن تنمو بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا والفيبريو والمكورات العنقودية الذهبية في البيئات غير النظيفة.
بلح البحر… غذاء لذيذ لكن خطير إذا غابت النظافة
وأوضح غورال أن قِلة من المواطنين تعرضوا في الآونة الأخيرة لأعراض تسمم بعد تناولهم بلح البحر من مصادر غير موثوقة. وأضاف:
“تناول بلح البحر من مكان نظيف لا يسبب مشكلة عادة، لكن غياب النظافة قد يتيح انتقال بكتيريا شديدة الخطورة، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن والحوامل وضعيفي المناعة”.
وشدد على ضرورة التأكد من نظافة الأيدي والأدوات المستخدمة في التحضير، وتنظيف الأيدي بعد تناول الطعام، مع ضرورة التوجه للطبيب في حال ظهور أعراض شديدة.
الأطعمة المحتوية على المايونيز أكثر عرضة للتلوث
ونوّه البروفيسور غورال إلى أن الأطعمة التي تحتوي على المايونيز، وعلى رأسها الكومبير (البطاطا المحشوة)، تُعد بيئة ملائمة لنمو البكتيريا في حال عدم حفظها بطريقة صحيحة. وقال:
“قد تسبب المكورات العنقودية الذهبية أعراضاً حادة مثل الغثيان والتقيؤ وانخفاض ضغط الدم، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى صدمة خطيرة”.
ودعا المستهلكين إلى الشراء من أماكن موثوقة، والحرص على نظافة اليدين، ومراقبة التزام العاملين بقواعد الصحة العامة.
تحذيرات متجددة ومسؤولية مشتركة
أكد الخبراء أن الالتزام بالنظافة — سواء من قِبل المحلات أو المستهلكين — كفيل بمنع غالبية حالات التسمم الغذائي، مشددين على أن الحادثة الأليمة التي وقعت في أورتاكوي يجب أن تكون جرس إنذار للجهات الرقابية والمستهلكين على حد سواء.
