Connect with us

مقالات وتقارير

قرار إلغاء عطلة عيد الشهداء في سوريا.. هل له علاقة بتركيا؟

Published

on

قرار إلغاء عطلة عيد الشهداء في سوريا.. هل له علاقة بتركيا؟

 

 


سلّط الكاتب والإعلامي التركي طه قلينتش الضوء على قرار الحكومة السورية الجديد بإلغاء عطلة “عيد الشهداء” الموافق 6 مايو، وكشف عن خيوط تاريخية وسياسية تمتد من أواخر العهد العثماني وحتى الحاضر السوري، وكيف أن هذا القرار أثار تكهنات حول طبيعة العلاقات الجديدة مع تركيا.

في مقاله، يتتبع قلينتش مساراً تاريخياً معقداً لفهم سياق هذا القرار:

 

رحلة من بيع الأراضي إلى إعدام القوميين

 

  1. صفقة سرسق والأراضي الفلسطينية: بدأ الكاتب من القرن التاسع عشر ببيع عائلة سرسق اللبنانية، التي لُقبت بـ “آل روتشيلد الشرق”، مساحات شاسعة من الأراضي في شمال فلسطين للصهاينة، بما في ذلك الأرض التي تقوم عليها مدينة العفولة اليوم. وقد حدث هذا رغم محاولات السلطان عبد الحميد الثاني عرقلة هذا التبادل التجاري.
  2. إعدام شكري العسلي: يتوقف قلينتش عند شخصية شكري العسلي، قائم مقام الناصرة الذي رفض الموافقة على بيع أرض العفولة للصهاينة. ورغم أنه لم يكن معادياً للدولة العثمانية، إلا أنه انتقد سياسات “الاتحاد والترقي” تجاه التوسع الصهيوني. ونتيجة لذلك، كان العسلي أحد القوميين العرب الذين أعدمهم جمال باشا شنقاً في ساحة المرجة بدمشق في 6 مايو 1916.
  3. تلاشي رمزية الساحة: أشار الكاتب إلى أن ساحة المرجة، التي عُرفت باسم “ساحة الشهداء” منذ الانتداب الفرنسي، شهدت إعدام شخصيات مختلفة مثل فخري الحسن الخراط (1926) والجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين (1965). لكن قلينتش لاحظ خلال زيارته الأولى لسوريا عام 2001 أن اسم “ساحة الشهداء” قد مُحي من ذاكرة الشعب، رغم بقائه في الوثائق الرسمية.

 

إلغاء العطلة والربط بعلاقات دمشق-أنقرة

 

يتطرق الكاتب إلى أن العلاقات السورية التركية كانت تؤثر بشكل مباشر على إحياء ذكرى “يوم شهداء 6 مايو”. ففي فترات الذروة الإيجابية للعلاقات، أُلغيت فعاليات الإحياء، وعندما ساءت العلاقات، أُعيد تداول ذكرى “جمال باشا السفاح” وأعماله.

وعند قراءة خبر إلغاء يوم 6 مايو كعطلة رسمية بموجب مرسوم وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع، أشار قلينتش إلى أن هذا القرار “أثار غضب القوميين العرب”، وظهرت منشورات تحريضية تتهم الإدارة السورية الجديدة بأنها “تابعة لتركيا”.

رغم ذلك، يرى الكاتب التركي أن إخراج هذه الذكريات من كونها مادة سياسية تُستغل في الاتجاهات الإقليمية المختلفة هو “تطور إيجابي للغاية”. ويدعو قلينتش في الختام إلى أن تكون الخطوة التالية هي إعادة كتابة المناهج الدراسية وكتب التاريخ في سوريا بروح نقدية، لوضع كل شخصية تاريخية في موضعها الصحيح، بعيداً عن الاستخدام الأيديولوجي للذاكرة.

فيسبوك

Advertisement