Connect with us

عربي

بين البقاء والعودة: السوريون في مصر يجدون في إيجارات القاهرة “مهربًا” من واقع دمشق

Published

on

بين البقاء والعودة: السوريون في مصر يجدون في إيجارات القاهرة "مهربًا" من واقع دمشق

مع اقتراب الحديث عن العودة إلى الوطن الأم، يواجه السوريون المقيمون في مصر معضلة كبرى تتمثل في تكاليف السكن الباهظة داخل سوريا، والتي تجعل فكرة العودة أكثر تعقيداً من مجرد حنين للأرض أو الأسرة.

الإيجارات في سوريا عبء مضاعف

خلال السنوات الأخيرة، شهدت المدن السورية ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الإيجارات. ففي دمشق مثلاً، يتراوح إيجار الشقق المفروشة في الأحياء المتوسطة والراقية بين 600 و1000 دولار شهرياً، بينما تصل في الأحياء الشعبية وأطراف المدن إلى 100–300 دولار.
وبحسب شهادات السوريين في مصر، فإن هذه التكاليف تفوق بكثير قدرتهم على التحمل، خاصة أن العودة تتطلب أيضاً دفع مقدم قد يصل إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة وانعدام الخدمات الأساسية.

يقول أحمد الشيخ (45 عاماً) المقيم في القاهرة: “أدفع 90 دولاراً فقط لإيجار منزلي هنا، لكن في ريف دمشق طلبوا مني 200 دولار على الأقل. لا أملك عملاً هناك يغطي هذه المصاريف”.

منازل مدمرة وأوراق ضائعة

إلى جانب ارتفاع الأسعار، وجد كثير من العائدين بيوتهم في سوريا مهدمة أو مسروقة أو حتى مفقودة الملكية القانونية بسبب الفوضى الإدارية.
يقول معاذ خير (53 عاماً): “منزل عائلتي في الغوطة الشرقية مدمر بالكامل، سرقوا منه الأبواب والنوافذ وحتى أسلاك الكهرباء. لا أملك المال لترميمه”.

الحياة في مصر: صعوبات لكن استقرار نسبي

رغم التحديات الاقتصادية، يجد السوريون في مصر حياةً أكثر استقراراً نسبياً. فقد أسس كثيرون شبكات اجتماعية وأعمال صغيرة، فيما اندمج أطفالهم في المدارس المصرية. وهذا ما يجعل فكرة العودة مرهونة بتحول مادي كبير، لا بمجرد الانتقال الجغرافي.

تقول ميادة علي، أم لثلاثة أطفال: “أحلم بالعودة، لكن لا منزل ولا عمل ينتظرنا هناك. حتى تكاليف السفر صارت عبئاً. الذين عادوا لديهم بيت أو قدرة على الاستئجار، أما نحن فالوضع مختلف”.

معادلة صعبة

الحنين إلى الوطن لا يغيب عن بال السوريين، لكنه يصطدم بواقع اقتصادي مرير. فالمعادلة اليوم هي: البقاء في مصر بمصاريف أقل واستقرار نسبي، أو العودة إلى سوريا مع مخاطر الغلاء وفقدان السكن والخدمات.
وبين هذين الخيارين، يبقى آلاف السوريين في مصر عالقين بين الرغبة في العودة والقدرة على تحقيقها.

المصدر : تلفزيون سوريا

فيسبوك

Advertisement