الاقتصاد التركي
الأسواق تشتعل.. تعرّف على أحدث تحركات الذهب والدولار واليورو

تشهد الأسواق المالية في تركيا والعالم تقلبات حادة وتغيرات متسارعة في الأسعار، مدفوعة بجملة من القرارات الاقتصادية الصادرة عن البنوك المركزية في كل من أنقرة وواشنطن وفرانكفورت، ما أثر بشكل مباشر على حركة العملات وأسعار الذهب. فمع إعلان البنك المركزي التركي عن خفض سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس، هبط معدل الفائدة الرئيسي في البلاد إلى 40.5%، في خطوة جاءت ضمن سياسة نقدية توسعية تستهدف تحفيز النمو وسط بيئة تضخم مرتفعة وضغوط اقتصادية متزايدة.
القرار التركي تزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن معدل تضخم سنوي بلغ 2.9%، وتضخم شهري عند 0.4%، في بيانات أثارت جدلًا واسعًا حول مستقبل السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، خاصة مع استمرار الأرقام أعلى من مستهدفات البنك الفيدرالي البالغة 2%. أما في منطقة اليورو، فقد قرر البنك المركزي الأوروبي الحفاظ على سعر الفائدة دون تغيير عند 2.15%، مشيرًا إلى نهج حذر في التعامل مع التحديات الاقتصادية التي تواجه الدول الأعضاء، لا سيما في ظل تباطؤ النمو وضعف الاستهلاك.
هذه التطورات ساهمت في ارتفاع حاد في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية، حيث سجل الدولار الأمريكي 41.35 ليرة بعد أن أغلق في اليوم السابق عند 41.26، ليحقق بذلك مستوى قياسيًا جديدًا. وفي السياق ذاته، واصل اليورو صعوده ليصل إلى 48.50 ليرة صباح اليوم، في ظل استمرار الضغوط على العملة المحلية التركية بسبب السياسات النقدية المتضاربة بين تركيا والأسواق العالمية.
ولم تكن أسواق المعادن الثمينة بمنأى عن هذه التحركات، إذ ارتفعت أسعار الذهب عالمياً، حيث افتتحت جلسة اليوم على صعود، ليسجل سعر أونصة الذهب 3,655 دولاراً، مقارنة بـ3,634 دولاراً في الإغلاق السابق. هذا الارتفاع العالمي في أسعار الذهب، إلى جانب الانخفاض المتواصل في قيمة الليرة، أدى إلى قفزة جديدة في أسعار الذهب داخل السوق التركي، حيث بلغ سعر غرام الذهب 4,857 ليرة تركية، بعد أن أغلق أمس عند 4,828 ليرة.
ويأتي هذا الارتفاع في الذهب في وقت يلجأ فيه المستثمرون والمواطنون إلى المعادن الثمينة كـ”ملاذ آمن” لحفظ القيمة وسط استمرار تراجع العملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم في البلاد. كما تعكس هذه الاضطرابات حالة القلق من التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، فضلاً عن ضبابية مستقبل السياسات النقدية في كبريات الاقتصادات العالمية.
وبينما يترقب السوق المحلي في تركيا مزيداً من التحركات في أسعار الفائدة، فإن المستثمرين يتابعون عن كثب بيانات النمو والبطالة، إلى جانب تحركات البنوك المركزية الكبرى، التي من شأنها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة، سواء على صعيد استقرار الليرة، أو مستقبل التضخم، أو حتى توجهات الاستثمار.