عربي
الأمم المتحدة تعلن رسمياً دخول غزة مرحلة المجاعة.. فماذا يعني ذلك؟

أعلنت الأمم المتحدة رسميًا عن وجود مجاعة في مدينة غزة، في خطوة نادرة تؤكد خطورة الوضع الإنساني في القطاع. يأتي هذا الإعلان مع تزايد أعداد الوفيات بسبب سوء التغذية، حيث سجلت وزارة الصحة في غزة 271 وفاة نتيجة التجويع الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 112 طفلًا.
ما هي معايير المجاعة؟
يعتمد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو نظام عالمي مدعوم من الأمم المتحدة، على ثلاثة معايير صارمة لإعلان المجاعة (المرحلة الخامسة):
- معاناة 20% من الأسر من نقص حاد في الغذاء.
- إصابة 30% من الأطفال دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد.
- وفاة شخصين على الأقل من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب الجوع.
ووفقًا للمرصد العالمي للجوع، فإن هذه المعايير قد تحققت في مدينة غزة، ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة قريبًا في مناطق أخرى مثل دير البلح وخان يونس.
أسباب تفاقم الأزمة
تُعزى أسباب الأزمة إلى عدة عوامل، أهمها:
- إغلاق المعابر: منذ 2 مارس/آذار 2025، أغلقت القوات الإسرائيلية كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مما منع دخول المساعدات الإنسانية.
- نقص الغذاء: أدى التوقف التام لشحنات الغذاء في شهري مارس وأبريل، والانهيار الكامل للإنتاج المحلي، إلى نقص حاد في الغذاء. ورغم دخول كميات ضئيلة من المساعدات في الفترة الأخيرة، فإنها لا تكفي لسد حاجة السكان.
- تحديات التوزيع: تواجه عمليات توزيع المساعدات تحديات أمنية كبيرة، حيث أفيد عن اعتراض 87% من شاحنات الأمم المتحدة، مما يعكس حالة اليأس والفوضى.
- ارتفاع الأسعار: أدت ندرة الغذاء إلى ارتفاع أسعاره بشكل جنوني، فمثلًا، ارتفع سعر دقيق القمح بنسبة 3400%، مما جعله خارج متناول معظم الأسر.
تأثير الأزمة على السكان
أشار المرصد إلى أن حوالي ربع سكان القطاع (514 ألف شخص) يعانون من المجاعة، وأن أكثر من مليون شخص مصنفون في حالة طوارئ أو أزمة غذائية. كما حذر من أن ما لا يقل عن 132 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت.
وتفاقم الأزمة الصحية بسبب تدهور خدمات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال، وتزامن ذلك مع نقص حاد في برامج التغذية والتطعيم الأساسية، مما يزيد من خطر الوفيات التي يمكن الوقاية منها.