دولي
5 ملفات ساخنة.. توتر يطفو على السطح بين ترمب “الساعي لجائزة نوبل” ونتنياهو

القدس/واشنطن: تتصاعد حدة الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تتجلى الفجوة في العديد من القضايا الإقليمية ذات الأبعاد الاستراتيجية، ما دفع إدارة ترمب إلى قطع الاتصالات والتنسيق مع إسرائيل في بعض الملفات الحيوية.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن “سأم” الرئيس الأميركي من نتنياهو، الذي يتهمه بعرقلة مساعيه للفوز بجائزة نوبل للسلام، ورفض الاستجابة للضغوط الأميركية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى خلافات أخرى حول قضايا إقليمية حساسة.1
وتتزامن هذه التطورات مع زيارة ترمب المرتقبة إلى المنطقة منتصف الأسبوع المقبل، حيث تبرز ملفات خلافية رئيسية بين واشنطن وتل أبيب، تشمل تجديد الهدنة وإدخال المساعدات إلى غزة، والبرنامج النووي السعودي، والاتفاق مع الحوثيين، والمفاوضات النووية مع إيران.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن ترمب قرر قطع الاتصالات مع نتنياهو بسبب شكوكه في “تلاعبه” به، حيث نقل مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي ياني كوزين عن مقربين من الرئيس الأميركي قولهم إن “نتنياهو يتلاعب به، ولا يوجد شيء يكرهه ترمب أكثر من أن يُظهَر كأنه مغفّل، لذلك قرر قطع الاتصال معه”.2
ضغوط أميركية “شديدة” لاتفاق في غزة:
أفادت “يديعوت أحرونوت” بأن ترمب “سئم” من نتنياهو لرفضه الاستجابة لتوجيهات واشنطن بشأن الحرب في غزة، وأن الأميركيين “يشعرون أن إسرائيل تضع العديد من الصعوبات في طريق فوز ترمب بجائزة نوبل للسلام”.
وتمارس إدارة ترمب “نشاطاً مكثفاً” مع الوسطاء الإقليميين في مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى وتجديد الهدنة في غزة قبل زيارة الرئيس الأميركي.
كما كشفت صحيفة “هآرتس” عن ضغوط أميركية “شديدة” على إسرائيل لتوقيع اتفاق هدنة مع حماس قبل وصول ترمب، مهددة تل أبيب بـ “البقاء وحيدة” في حال عدم تحقيق تقدم في هذا الملف.
وتتزامن هذه الضغوط مع تصعيد إسرائيلي في غزة والضفة الغربية، بعد موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على خطة لتوسيع العمليات العسكرية واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
إدخال المساعدات إلى غزة:
أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن عملية توزيع المساعدات الغذائية في غزة “ستبدأ قريبا” دون مشاركة إسرائيلية.
وتتزامن هذه المساعي مع تقارير عن جهود أميركية للضغط باتجاه الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لمبادرة جديدة لإيصال المساعدات إلى غزة “دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي”.
وتأتي هذه التطورات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث أغلقت إسرائيل المعابر أمام دخول المساعدات منذ 2 مارس الماضي، وتسبب سوء التغذية في وفاة عشرات الأطفال.
البرنامج النووي السعودي:
تشير تقارير إلى أن التعاون النووي بين السعودية والولايات المتحدة لم يعد مرتبطاً بالتطبيع مع إسرائيل، ما يعكس “خيبة أمل” ترمب من نتنياهو.
وتحدثت صحيفة “عكاظ” السعودية عن استعداد ترمب لـ “صفقة الألفية” مع السعودية “دون مطالبة بالتطبيع” مع إسرائيل.
وتأتي هذه التطورات في ظل مطالب إسرائيلية بضمانات بشأن تخصيب اليورانيوم في السعودية، وتقارير عن تنسيق أميركي منفرد مع السعوديين بعيداً عن الإسرائيليين.
وأفادت “جيروزاليم بوست” بأن ترمب يعتزم المضي قدماً في اتفاق نووي مع الرياض بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي.
الاتفاق مع الحوثيين:
يشكل الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، الذين قصفوا مطار بن غوريون، أحد أبرز قضايا الخلاف بين ترمب ونتنياهو.
وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل أن واشنطن غير ملزمة بإذن من إسرائيل للاتفاق مع الحوثيين، بينما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن واشنطن لم تبلغ بلاده مسبقاً بالاتفاق.
المفاوضات النووية مع إيران:
تشكل المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي قضية خلافية أخرى، حيث يرفض الإسرائيليون الخيار الدبلوماسي ويطالبون بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وأبدى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف “تفاؤلاً نسبياً” بشأن المحادثات النووية مع إيران، مؤكداً رغبة ترمب في حل هذه المسألة دبلوماسياً.
وتتزامن هذه التطورات مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى السعودية وقطر، قبل أيام من جولة ترمب في الشرق الأوسط، وانطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان.