تركيا الآن
قرار مصيري يلوح في الأفق بشأن مستقبل التعليم الثانوي في تركيا!

يبدو أن نظام التعليم الثانوي الإلزامي في تركيا على أعتاب تغييرات جذرية، حيث وضعت وزارة التربية الوطنية على جدول أعمالها مقترحات طال انتظارها لإعادة هيكلة هذه المرحلة الحيوية. وبينما تتجه الأنظار نحو نظام تعليم ثانوي أكثر مرونة وبكثافة دراسية أقل، كشفت تقارير عن وجود ثلاثة خيارات رئيسية قيد الدراسة والمناقشة داخل أروقة الوزارة، تمهيدًا لعرضها على الرئيس رجب طيب أردوغان ومجلس الوزراء لاتخاذ القرار النهائي.
وتأتي هذه التحركات في ظل تطورات متسارعة تشهدها الساحة التعليمية عالميًا ومحليًا، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي، وتزايد معدلات الالتحاق بالمدارس الثانوية، وتنوع فرص التعليم خارج الإطار التقليدي، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى إعادة فتح ملف مدة التعليم الإلزامي وملاءمته للمستجدات.
ووفقًا لتقارير صحفية، يجري العمل حاليًا على إدخال مرونة أكبر على العامين الأخيرين من نظام التعليم الإلزامي الحالي “4+4+4″، أي الصفين الثالث والرابع في المرحلة الثانوية. وتهدف هذه التعديلات المقترحة بشكل أساسي إلى تقليل الضغط الناتج عن الامتحانات المركزية وتأثيرها السلبي على العملية التعليمية. ومن المتوقع أن تستمع الوزارة إلى آراء ومقترحات المعلمين والخبراء لإجراء دراسات معمقة تهدف إلى تطوير تعليم ثانوي حديث يتمحور حول الطالب ويدعم نموه الأكاديمي والشخصي.
ثلاثة نماذج محتملة لإعادة هيكلة التعليم الثانوي:
كشفت المناقشات الدائرة عن وجود ثلاثة نماذج رئيسية مطروحة على طاولة وزارة التربية الوطنية، وهي نتاج دراسات ميدانية ومقترحات من منظمات المجتمع المدني والجمعيات والخبراء في المجال التعليمي:
نموذج 3+1: يقترح هذا النموذج تقليص التعليم الثانوي الإلزامي إلى ثلاث سنوات، على أن تكون السنة الرابعة الأخيرة بمثابة سنة تحضيرية مكثفة لامتحان القبول الجامعي. وبذلك، يحصل الطلاب على شهادة الثانوية العامة بعد إتمام السنوات الثلاث الأولى.
نموذج 2+2: يعتمد هذا الخيار على منح الطلاب الذين يكملون الصف العاشر (أول عامين في المرحلة الثانوية) شهادة إتمام التعليم الثانوي العام. أما الطلاب الراغبون في مواصلة تعليمهم الأكاديمي والتحضير للجامعة، فيمكنهم إكمال عامين إضافيين من الدراسة الثانوية.
نموذج العمر: يقترح هذا النموذج ربط إلزامية التعليم الثانوي بعمر الطالب. أحد الاقتراحات المطروحة هو إعفاء من تجاوز سن السادسة عشرة من التعليم الإلزامي في هذه المرحلة. وهناك اقتراح آخر يدعو إلى جعل التعليم الثانوي إلزاميًا بشكل كامل دون أي استثناءات عمرية.
القرار في طريقه إلى مجلس الوزراء:
من المتوقع أن يتم عرض الدراسات المتعلقة بإعادة هيكلة التعليم الثانوي العام، والتي تحظى بمتابعة شخصية من الرئيس رجب طيب أردوغان، على اجتماع مجلس الوزراء القادم برئاسة الرئيس. وقد صرح وزير التربية الوطنية يوسف تكين في وقت سابق بأن الوزارة تتابع بدقة كافة المناقشات المتعلقة بهذا الموضوع، وأنه في حال وجود طلب شعبي وتوافق على صيغ جديدة، فسيتم دراستها والتشاور بشأنها مع الجهات السياسية المعنية والرئيس في مجلس الوزراء تمهيدًا لاتخاذ القرارات المناسبة. ويبدو أن مستقبل التعليم الثانوي في تركيا يشهد تحولات مهمة قد تغير ملامح هذه المرحلة التعليمية الحاسمة.