تركيا: عودة السوريين تضع سوق العقارات السكنية في مأزق

يعاني مالكو العقارات السكنية في ولاية هاتاي التركية من صعوبة في إيجاد مستأجرين، مع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سنوات من اللجوء إلى تركيا بسبب الحرب.

فقد بدأت موجة العودة بعد انهيار نظام حزب البعث في سوريا، مما أدى إلى تراجع الطلب على الإيجارات في المناطق القريبة من الحدود مثل بلدة ريحانلي في هاتاي، التي كانت ملاذًا للعديد من السوريين. ومع تزايد أعداد العائدين، تراجعت أسعار الإيجارات والمبيعات في المنطقة بشكل ملحوظ، حيث وصل انخفاض أسعار المنازل المعروضة للبيع إلى 500 ألف ليرة تركية، بينما بلغ الانخفاض في إيجارات المنازل حوالي 5 آلاف ليرة.

وفي تصريح للمقاول سادات سكين، الذي يملك 35 شقة للإيجار في المنطقة، قال إن الأسعار كانت في السابق تصل إلى 16 ألف ليرة شهريًا للشقة بسهولة، ولكن الآن يعانون من صعوبة في إيجار الشقق. وأضاف أن معظم السوريين الذين كانوا يقيمون في المنطقة هم من العائلات القريبة من الحدود، وأن الوضع اختلف الآن بعد بدء عودتهم إلى سوريا.

وأشار سكين إلى أنه قبل الحرب الروسية، كان من السهل إيجاد مستأجرين مقابل 15 ألف ليرة، وكانت الإيجارات التي تشمل الغاز الطبيعي تبدأ من 17 ألف ليرة، لكن الوضع الحالي شهد انخفاضًا حادًا حيث لا يتجاوز الإيجار الشهري بين 8 إلى 12 ألف ليرة. أما أسعار المنازل المعروضة للبيع، فقد تراجعت أيضًا، حيث تتراوح بين مليون و200 ألف إلى 2 مليون ليرة، مع ملاحظة أن بعض المنازل التي كان سعرها يصل إلى 1.5 مليون ليرة تُباع الآن بـمليون ليرة فقط.

ومع تزايد التوقعات باستمرار تراجع الأسعار في المرحلة المقبلة، بات مالكو العقارات في هاتاي في مواجهة تحديات كبيرة في التعامل مع سوق العقارات المحلية المتأثر بالعودة الجماعية للاجئين السوريين إلى وطنهم.