Connect with us

منوعات

أتراك يروون كفاحهم في التغلب على السرطان

Published

on

احتفلت تركيا الثلاثاء باليوم العالمي للسرطان وبالرغم من تقدم الطب الحديث لا يزال التوصل لعلاج هذا المرض بشكل كامل بعيداً. ويعد مرض السرطان في تركيا السبب الثاني للوفيات بأكثر من 83.000 حالة وفاة عام 2018 في أحدث إحصائية تم الكشف عنها.

ومع ذلك لا يزال الناجون من هذا المرض يشكلون مصدر إلهام لآلاف المرضى من خلال قصصهم الحميمة الممزوجة بمشاعر شتى.

وكالة الأناضول للأنباء أجرت لقاءات مع العديد من مرضى السرطان السابقين، الذين لم يبخلوا في سرد معاناتهم وتحدياتهم خلال رحلتهم الطويلة في مكافحة المرض والتغلب عليه.

في معرض حديثها إلى الوكالة قالت “ليليفر أوجار” الممرضة السابقة البالغة من العمر 55 عاماً، وهي واحدة من الناجين من السرطان، أنها عقدت العزم على إلهام الآخرين في معركتهم ضد المرض.

وقالت إن أول علامة على الإصابة بسرطان الثدي ظهرت لديها عام 1997. لكنها كانت خائفة للغاية من مواجهة المرض وتجنبت رؤية الطبيب. وبعد ثماني سنوات وبإصرار من زملائها زارت المشفى حيث تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي وخضعت لثمان جراحات في غضون خمس سنوات، واضطرت إلى ترك عملها. وبعد تقاعدها عام 2011، انضمت “أوجار” إلى منظمة محلية غير ربحية لمكافحة السرطان، وهي الآن تشغل منصب نائب رئيس جمعية مكافحة السرطان وتقدم المشورة النفسية للمرضى وتساعدهم وتروي لهم قصتها من أجل إلهامهم، وتنظم أنشطة لهم.

تقول “أوجار”: “علمت أنني ارتكبت خطأً كبيراً عندما تأخرت في زيارة الطبيب. أنا على قيد الحياة بفضل العلاج المناسب”. وتضيف: “يجب أن يخاف الناس من شيء واحد فقط هو التأخر في التشخيص. كل ما يحتاج إليه المريض هو إرادة العلاج. يجب على المرضى ألا يخافوا من المرض بل أن يواجهوه. انظروا إلي، أنا بحالة جيدة وأشعر أنني محظوظة. يجب ألا نستسلم للتشاؤم أبداً”.

لم تقم “أوجار” بحبس نفسها ولم تكن مكتئبة أبداً وقد عبرت عن ذلك بقولها: “كنت أخرج مثل أي شخص يتمتع بصحة جيدة. كنت أكثر حيوية وفكرت في أحبائي أكثر من تفكيري بنفسي. نحن بحاجة إلى المقاومة”.

أما “يشيم جوبان”، الممرضة التي تصادف عملها في مركز تشخيص مبكر للسرطان في مدينة “تيكيرداغ” الشمالية الغربية، فهي تمثل أيضاً نموذجاً ملهماً لمرضى السرطان. إذ قررت “جوبان” البالغة من العمر 43 عاماً، إجراء اختبار تشخيصي مبكر، واكتشفت أنها مصابة بسرطان الثدي. وكشف اختبار آخر أنها مصابة أيضاً بسرطان الغدة الدرقية. لم تصدق في البداية لكنها بدأت العلاج على أي حال. وتقول: “كان علي أن أقاتل من أجل ابني”. ولم تتخل عن الأمل أبداً، بالرغم من العلاج الكيميائي المؤلم وعدد من الجراحات. وربحت “جوبان” المعركة بالفعل بعد 18 شهراً واستردت عافيتها تماماً. تقول: “إذا كنا نملك الإيمان والتحدي فلا يوجد مرض عصي على الشفاء”.

وتضيف: “عندما بدأ شعري بالتساقط، لم يبق لدي شيء أخسره. واعتقدت أن ابني سيخاف من شكلي عندما يراني بدون شعر، لكنني تلقيت منه أكبر الدعم. لقد حلق رأسه لإظهار دعمه لي”.

وتقول “جوبان”: “الدعم القليل لمريض السرطان فعله كبير، ويجعله يقطع شوطاً طويلاً من الشفاء، وأنا الآن أقوم بذلك، حتى يتعلم الآخرون فعل ذلك أيضاً.” كما تدعو النساء الأخريات إلى إجراء اختبار منتظم للكشف عن السرطان، مشيرةً إلى أن التشخيص المبكر أمر حيوي في مكافحة المرض.

أما ابنها “فرقان” الذي لم يعتقد أبداً أن المرض سيجعل والدته تستسلم، فقد صرح قائلاً: “كنت قلقاً عليها لكنني لم أخبرها بذلك. لقد دعمتها بشكل متواصل. وكنت أعرف أن الأداء الجيد في المدرسة من شأنه أن يعزز معنوياتها وكذلك فعلت. لقد كانت سعيدةً جداً عندما حصلت على قبول في مدرسة ثانوية مرموقة”.

وتتكرر الحكاية مع “فاطمة ساك”، الصحفية المتقاعدة التي تعيش في مدينة “صقاريا”، وحاربت ضد سرطان الثدي ونجت منه. وهي تعمل الآن مراسلة طوعية في إحدى الصحف المحلية مع زوجها. تقول عن أيامها مع السرطان: “لم أشعر بالخوف أو الصدمة أو الغضب عندما علمت أنني مصابة بالسرطان. قبلت قدري. اعتبرته هدية من الله أو بالأحرى ضيف مؤقت في جسدي”.

وكذلك فعلت “داريا إران”، وهي أم لطفلين وتبلغ من العمر 41 عاماً. فقبل ثلاث سنوات تم نقلها إلى المستشفى في مدينة إزمير الغربية، بسبب تسمم غذائي، وعندما لم تتعافَ في الوقت المتوقع، أجرى الأطباء اختبارات إضافية واكتشفوا إصابتها بنوع نادر من سرطان الزائدة الدودية. وخلال رحلة علاجها المضنية ومكوثها في المستشفى قابلت أعضاء في جمعية “ارقص مع السرطان” وحصلت منهم على الدعم النفسي، بالإضافة إلى دعم عائلتها، وما لبثت أن تعافت. تقول: “لم أقع باليأس مطلقاً، واعتقدت أن السرطان قدري. كنت محظوظة بسبب التشخيص المبكر”.

المصدر : ديلي صباح

فيسبوك

Advertisement