Connect with us

السياحة في تركيا

أزقة إسطنبول العتيقة.. رحلة سياحية عبر الزمن الجميل

Published

on

كثيرة هي الأماكن التي تسحر السياح في مدينة إسطنبول، والأزقة القديمة في المدينة تمثّل وجهًا مهمًّا من تلك الأماكن الساحرة التي تشد السائحين للتجوّل في رحلة تنقلهم عبر التاريخ.

*”بي أوغلو”

منطقة “بي أوغلو” في قلب المدينة، تحتفظ بعبقها وتاريخها ومواقعها المهمة، المطلة على خليج القرن الذهبي، حيث الأزقة والحارات التي لا زالت تحافظ على مساحتها الضيقة ورونقها العتيق.

وتتصل “بي أوغلو” بمنطقة تقسيم السياحية، لتتيح بذلك فرصة للسياح للقيام بجولةٍ فريدة، تقودهم إلى مناطق أثرية لا يمكن التمتع بجمالها إلا من خلال التنقل عبرها سيراً على الأقدام.

خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، استقبلت تركيا 12 مليونًا و710 آلاف و431 سائحًا.

ووفق معطيات وزارة الثقافة والسياحة، فقد زاد عدد الزوار الأجانب بنسبة 207.10 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021.

* أزقّة قديمة

تبدأ رحلة المسير في الأزقة القديمة من شارع الاستقلال في ميدان تقسيم، باتجاه منطقة “قره كوي” على خليج القرن الذهبي، ضمن بلدية “بي أوغلو” في الشق الأوروبي من المدينة.

الرحلة عبر الأزقة تقود إلى حارات ضيقة مرصوفة بأحجار البازلت المتعرجة، حيث يتنقل المشاة بين البيوت والمقاهي والمتاجر مرورًا من برج غالاطة التاريخي، وصولاً إلى ساحل خليج القرن الذهبي.

هذه الرحلة سيرًا على الاقدام تسمح للسائح بالاطلاع على الأزقة والحارات والبيوت القديمة المنتشرة على جانبي الطريق.

وخلال المسير، يصادف السياح العديد من العازفين والمغنين المنتشرين في الطرقات، فيما لا تخلو الجولة من سحر خاص تضيفه إليها المتاجر القديمة في الأبنية الأثرية، بما في ذلك متاجر الآلات الموسيقية.

كما يُقبل السياح خلال جولتهم على المقاهي والمطاعم، لتناول الأطعمة التركية المميزة إلى جانب تشكيلة من المأكولات المنوعة من كل مطابخ العالم.

ويمكن التنقل عبر هذه المنطقة أيضًا عبر واحد من أقدم خطوط الترام في إسطنبول.

وينتشر باعة الأطعمة التركية التقليدية عبر الشوارع والأزقة، كـ السميت (الكعك التركي) والمعجنات المختلفة، إضافة إلى الكستناء والذرة الصفراء، وأنواع أخرى من الأطعمة.

* برج غالاطة

يطلّ البرج التاريخي على أجمل وأبرز المعالم التاريخية في المدينة، بشكل يجعل منه أفضل نقطة للتمتع برؤية شاملة لهذه المدينة الساحرة.

وبحسب المراجع التاريخية التي تعود لعهد الدولة العثمانية، فقد نجح العالم التركي “هزارفن أحمد شلبي” عام 1638، بالطيران من فوق سطح البرج، وصولاً إلى منطقة “أُوسكودار” في الطرف الآسيوي للمدينة.

ويتيح برج غالاطة لزائريه الاستمتاع برؤية بانورامية للمدينة ينصح بعدم تفويتها، هذه الميزة أبقت البرج بوصلة للسائحين الراغبين في مشاهدة سحر إسطنبول التاريخي، ومعلمًا سياحيًا مميّزًا، فهو من أقدم وأجمل أبراج المدينة.

فالبرج يطلّ بشكلٍ مباشر على المدينة القديمة، والمنطقة المحيطة به من شوارع وأزقة تحمل عبق التاريخ، حيث يقبل السياح في رحلتهم للاطلاع على تاريخ المنطقة من خلال هذه المشهدية التي يتيحها الإطلال من أعلى البرج.

حول البرج من كل الجهات، ينتشر الباعة الجوالون لبيع مختلف المنتجات والتذكارات الخاصة بالمنطقة وإسطنبول.

وتشكل الرحلة في أزقة المنطقة فرصة لتخليد الزيارات عبر التقاط الصور التذكارية، التي يتسابق الزوار على التقاط أفضلها مع إظهار البرج في الخلفة من كل الجهات.

ولعلّ من أجمل اللقطات التي تؤخذ في منطقة البرج، إلى جانب تلك المأخوذة من الأزقة، تلك التي يمكن التقاطها من المطاعم المنتشرة فوق أسطح البنايات المحيطة بالبرج من كل جانب، والتي تستقطب السياح لقضاء ألطف الأمسيات.

* عين إسطنبول

يبلغ ارتفاع البرج نحو 66.90 مترًا، ويبلغ قطره الخارجي فيبلغ 16.45 متراً، فيما يبلغ قطره الداخلي 8.95 أمتار، أما سماكة جدرانه فتقدر بـ3.75 أمتار.

بُني البرج عام 507 ميلادي، وتم ترميمه في زمن الدولة العثمانية عدة مرات، ويتكوّن من 9 طوابق.

يتم صعود الطوابق السبعة الأولى من خلال المصعد الكهربائي الذي استُحدث فيه، أمّا الطابقان الأخيران، فيصعد الزوّار إليهما على الأقدام عبر السلالم.

وفي الطابق التاسع توجد شرفة دائرية تطلّ على العديد من مناطق إسطنبول، كما لو أنه بات عين إسطنبول على الأزقة التاريخية.

فبموقعه المميز، يطل البرج على مضيق البوسفور وخليج القرن الذهبي وبحر مرمرة، حيث يحلو للزوار أخذ الصور التذكارية الفريدة، مع الاستمتاع برؤية بانورامية للمدينة.

ويشهد البرج الذي رمم قبل فترة قريبة، إقبالًا كبيرًا من السياح الذين يصعدون لشرفة الطابق الأخير، للاطلاع على مشهد المدينة والتقاط الصور التذكارية المذهلة.

كما تشهد الأزقة والحارات القديمة حولها تجمّعًا من الزائرين لمشاهدة الأماكن المحيطة القديمة، التي تقودهم إلى رحلة في تاريخ إسطنبول، المدينة التي تحافظ على عراقتها بإتقان.

Continue Reading
Advertisement
Comments

فيسبوك

Advertisement